أكدت صحيفة "الجارديان" أن الحكومة العراقية سوف تواجه مصاعب بعد تحرير الموصل، والتى سيحدد مصير العراق كله، مع توقعات بنزوح جماعى للسكان هو الأكبر منذ منتصف 2014، بالإضافة إلى إعادة بناء الثقة وترسيخ الحكم فى مدينة رزحت تحت حكم داعشى وحشى لعامين.
وتساءلت الصحيفة البريطانية إذا ما كانت ستتمكن الحكومة من العناية بمليون و300 ألف لاجئ فى ظل عجز ميزانيات وكالات الإغاثة، فقد صرحت اليونيسيف لديها عجز يبلغ 13 مليون دولار.
ومن المتوقع نزوح نصف مليون من السكان إلى المناطق التى يسيطر عليها الأكراد فى الشرق، وقد استعد المسئولون الأكراد بـ20 مخيم للاجئين بالقرب من مدينة مخمور فى شرقى غرب الموصل، بالإضافة إلى نصف مليون آخرون سيفرون إلى المناطق التى يسيطر عليها الجيش العراقى فى الجنوب أو الغرب.
وبحسب اليونيسيف، فقد هرب أكثر من 213 ألف شخص من الموصل منذ مايو الماضى، وأكثر من 3 مليون شخص نزحوا فى جميع أنحاء العراق منذ 2014.
ويتوقع المسئولون فى بغداد وواشنطن وإربيل معركة طويلة وصعبة ويزداد تعقيدها بسبب الألغام والمتفجرات من المنتظر أن تكون مزروعة على نطاق أوسع بكثير من المدن الأخرى التى خسرتها داعش كتكريت والرمادى والفلوجة، بحسب الصحيفة.
وقال مسئول أمنى عراقى للجارديان: "عندما يكون لديك مليون شخص عليك أن تكون دقيق فى كل هجوم، وهذا يتطلب استخبارات جيدة جدا مما سيبطئ الأمور. كل من يقول إنه الأمر سيستغرق أسبوعين أو شهرين لا يعلم."
وأضاف "لا نريد أن ينتهى الأمر كالرمادى حيث تم تدمير 80% من المدينة (أثناء تحريرها من داعش)، ثم وجدنا بطالة جماعية، لأن هذه تربة خصبة للإرهاب، ويمكن أن ينتهى بك الأمر مع نسخة أكثر وحشية من داعش".
وقالت الصحيفة إنه توجد مخاوف من مشاركة قوات الحشد الشعبى لأن وجودهم قد يؤجج التوتر الطائفى، خاصة أن القوات العراقية، ومعظمها شيعية، استسلمت لداعش سريعا عند دخول الموصل.
وبما أن الحكومة العراقية تظل ضعيفة ولها نفوذ قليل فى المناطق السنية، فإن استعادة الثقة مع بغداد وإعادة تأسيس الحكم هو التحدى الأكبر بعد التخلص من داعش، على حد قول الصحيفة.
وأكد مسئول مخابراتى عراقى: "هناك اتفاق حول الهيكلية والترتيب الذى ستدخل به القوات، فهذه هى المعركة الأخيرة فى العراق ويريد الجميع أن يشاركوا فيها.. إنه من الحكمة السماح للمليشيات الشيعية بالمشاركة ولكن فى مناطق معينة وتحت السيطرة، فبعد عامين من الصراع مع داعش لا أظن إنه يمكنك أن تستبعد الشيعة فى المعركة الأخيرة فى العراق".
وتابع "إن لم نستطع طمأنة السنة فسوف يقاتلون حتى الموت. توجد عناصر قليلة تحاول القضاء على داعش وجعلهم يشعرون بعدم الارتياح، ولكن الأمر يعتمد إلى حد كبير على القبائل. نحن نحاول أن نقول للسنة فى الداخل إننا قادمون، ويقول لهم الأشخاص الذين يسعون للتواصل معهم إن لديهم فرصة ثانية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة