ألسنا جميعًا من نبحث عن وسيلة لتخطى دورنا فى طابور أو لإلغاء عقوبة ترخيص غير سليم!
انتفضت مصر عن بكرة أبيها ما بين إعلام وبرامج ليلية وصباحية ووسائل تواصل اجتماعى، ومقالات فى صحف ومواقع تدين أو تهاجم أو تسخر أو تفعل كل ذلك تجاه حادثة رفض القاضية تهانى الجبالى الرضوخ لطلبات الأمن بخلع حذائها، وكانت القاضية قد راحت تدافع عن نفسها وموقفها بمنطق فاسد، مما دفع لزيادة الهجوم والسخرية منها، وطبعا يتصور أى قارىء لهذه السطور أنى سأهاجم السيدة تهانى وحذائها وللحق كنت أتمنى لو فعلت ذلك لأكون مع الجمع فما أسوأ وأقسى أن تشذ عن الاجماع الشعبى والإعلامى، ولكن ما حيلتى وأنا للأسف سأدافع عن القاضية ليس لأنها على صواب، ولكن لأننا جميعا حتى المهاجمين كلنا تهانى وكلنا متمسك بحذائه حسب الموقف.
قضية حذاء القاضية تهانى الجبالى تحمل جانبان، جانب يخص الأمن وجانب يخص الشعب بطوائفه.
أما الجانب الأول والذى يخص الأمن فعلى أن أعود لعام 2009 حين حضر أوباما لمصر بعد انتخابه مباشرة وألقى خطبة فى جامعة القاهرة وكنت من بين المدعوين لهذه الخطبة، وقد أعددت نفسى جيدًا للإجراءات الأمنية، التى تصورت أننى سأمر بها من أجل الوصول لأن أكون فى حضرة رئيس أمريكا، فلم أرتد أى معادن وتخليت حتى عن خاتم زواجى ولم أحمل حقيبة وتركت هاتفى المحمول، واختصارًا ذهبت لهذا اللقاء خالصة مخلصة، ولكن لعجبى لم يكن هناك من إجراء أمنى تعرض له المدعوون غير المرور على بوابة إلكترونية عند باب الجامعة ثم لا شىء وعرفت أن الأمن الأمريكى هو الذى كان مسؤولا عن تأمين المنطقة من باب الجامعة حتى داخلها، وبالتأكيد إنه كان أمن فى أعلى مستواه لأن القاعدة الأمنية تقول إنه كلما ارتفع مستوى الأمن قلت مستويات إحساس العابرين فيه، هذا جانب وإن كنت لا أنفى حق الأمن فى أن نخلع أحذيتنا لأنه إجراء معمول به فى كافة مطارات العالم لعموم الناس، ولكنى أتحدث عن مفهوم الأمن والتأمين فى مصر عمومًا فنحن أمام إما أمنا متهاونا كما يحدث على أبواب مجمع التحرير ومئات من الأماكن فى مصر كالمراكز التجارية أو غيرها مجرد شكل للأمن وليس جوهرا أو أمام أمن غير محترف يعذب من يتعرض له بأكثر مما يجب.
أما الجانب الآخر من القصة والحادثة فهو الشعب والناس سواء الذين هاجموا أو صمتوا، ألسنا كلنا أصحاب مقولة أنت مش عارف أنا مين! ألسنا جميعًا من نبحث عن وسيلة لتجعلنا نتخطى دورنا فى طابور أو نلغى عقوبة ترخيص غير سليم! ألسنا هذا المجتمع الذى يقبل أن هناك فئات مستثناة فى كل أمر فإذا كنا من المستثنين صفقنا وإن لم نكن اعترضنا ! ألسنا المحكومين بحكومة تستثنى فئات بعينها وتتساهل معهم فيما لا تتساهل فيه مع فئات أخرى! فإذا كنا جميعًا كذلك فلم نسخر ونرفض ونصرخ فى تهانى الجبالى لأنها قالت هو أنت مش عارف أنا مين !
السيدة القاضية تهانى الجبالى دافعت عن نفسها فحكت حكاية ماعت ربة العدالة، وأنها من رموز البلد وغيرها من دفاع فاسد غير قانونى لا يمت بصلة للقانون، الذى تقول إنها من أهله، فالقانون أى قانون غير فاسد لا فرق فيه بين غنى وفقير أو مغمور وشهير أو رمز ومجرد عابر سبيل أو رجل وامرأة، السيدة تهانى الجبالى القاضية السابقة فى المحكمة الدستورية أعلى جهة قضائية فى البلاد ربما لم تلحظ أن ربة العدالة معصوبة العينين لأنها لا ترى بل تحكم فقط بالميزان، ولكن المصيبة أننا كلنا نريد أن نرتدى حذاء تهانى فهى ليست وحيدة، فمن كان منكم بلا خطيئة فليرجم تهانى بالحذاء.
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر
و ان كنت اقدر كثيرا القاضية الجليلة , ولكن كان العذر أقبح من ذنب
سيدتى الفاضلة,بداية أنا أحترم كثيرا القاضية الجليلة المستشارة تهانى الجبالى التى وقفت بقوة ضد مرسى وكانت من الذين صمموا أن يؤدى اليمين الدستورية حاضرا أمام المحكمة الدستورية أحتراما للقانون والدستور والتى صنع لها الأخوان قانونا خاصا لأبعادها عن المحكمة الدستورية , لكن ما هو أسوأ من رفضها لأجراءات التفتيش هى الأعذار الواهية التى بررت بها هذا التصرف وهو تصرف صغير يحدث من شخصية كبيرة نكن لها كل التقدير والأحترام فهى أكبر كثيرا من تلك الصغائر .