أحمد إبراهيم الشريف

جائزة نوبل.. البحث عن «الأكثر مشاهدة»

السبت، 15 أكتوبر 2016 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«كم من الطرقات ينبغى للإنسان أن يقطعها/ قبل أن ندعوه رجلاً؟/كم من البحار ينبغى للحمامة البيضاء أن تطير فوقها/ قبل أن تنام فى الرمال؟/ وكم من القنابل ينبغى أن تقذفها المدافع/ قبل أن تُحظرَ إلى الأبد؟/ الجواب، يا صديقى، فى مهب الريح/ الجواب فى مهب الريح».
 
عادت أمريكا للحصول على جائزة نوبل فى الآداب، بعد 23 سنة لكنها عودة «مختلفة» تذكرنا بكل الأحداث التى صعب تقبلها فى العالم وتطرح سؤالا لا إجابة له، مفاده: هل هناك علاقة «نفسية» بين الانتخابات الأمريكية والصراع «الغريب» الدائر بين هيلارى كلينتون ودونالد ترامب، سعيا للوصول للبيت الأبيض، وحصول الفنان الأمريكى بوب ديلان على جائزة نوبل فى الآداب؟
 
سيظل «بوب» وحصوله على نوبل من أكثر الأشياء العالقة فى أذهان الناس، وسيعترف التاريخ لذلك الرجل بأنه صنع أمرا فارقا فى هذه الجائزة، لأنه حطم الأطر العامة لتوقعاتنا، وخرج بالجائزة للثقافة الشعبية، فأكثر أهل الخيال فى العالم لم يكن يتوقع أن يكون «ديلان» فى ذهن «الأكاديمية السويدية».
 
بالطبع لا يستطيع أحد أن يقلل من قيمة بوب ديلان، فهو شاعر وملحن ومطرب وفنان تشكيلى وممثل، وله وجود قوى فى كل ذلك، وحقق الأكثر توزيعا، وحاصل على وسام الحرية فى أمريكا سنة 2012، لكن «نوبل» هى التى عودتنا على طريقة معينة فى التفكير، ربما تختلف بعض الشىء فتضم «سيفتلانا أليكسفتش» بطريقتها المختلفة فى الكتابة، لكن يظل «التدوين» قائما لا يمكن أن «تتخلى عنه»، فالكاتبة البيلاروسية تعرفنا عليها من خلال كتبها، لكن بعد إعلان فوز «بوب» كانت الفيديوهات هى طرقنا للتعرف أكثر على صاحب نوبل الأخير.
 
وسيظل هذا الفوز ممتلئا بالأسئلة، والتى منها هل تخشى الجائزة الأشهر فى العالم على «مستقبلها» فى ظل الانفتاح التكنولوجى الذى نعيش فيه، لذا بحثت عن «الشعبية» خوفا من الانحصار فى فئة معينة، وسعيا إلى أن يتابع الجميع أحداثها، أو بلغة العصر الحديث تريد أن تحقق الأعلى مشاهدة.
 
بالطبع ستكون الأكثر تأثيرا بما حدث هى «قوائم التوقعات» التى تسبق كل سنة الإعلان، سوف تصاب هذه القوائم بالارتباك الشديد، وسنرى فيها العجب، وبالطبع لن يمثل الكتاب سوى نسبة منعا، وسيتقدم الفن ورجاله خطة قوية للأمام، وسيدين الجميع لـ«بوب ديلان» وموسيقاه وكلام أغنياته.
 
ويبدو أن علينا الاعتراف بأن العالم كله اختلف، وأن علينا ألا نظل مندهشين أمام «ظواهره»، وأن نتقبلها ونحاول فهم منطقها، أو أن نضع نحن منطقها من وجهة نظرنا، وما حدث مع «بوب ديلان» ليس آخر المفاجآت التى سنلتقيها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة