بعدما كشفت وثائق تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، للمرة الأولى تفاصيل اللقاءات السرية التى تمت بين الرئيس المعزول محمد مرسى وبين الأمريكان، واتفاقهم على إعادة هيكلة وزارة الداخلية تحت إشراف خبراء أمن أمريكيين، قبل اندلاع ثورة 30 يونيو، وفضح المخطط الأمريكى الإخوانى للسيطرة على مؤسسات الدولة وبالأخص الأمنية، أجاب إسلاميون وخبراء فى شأن حركات التيار الإسلامى، عن سؤال لماذا تآمرت الإخوان مع الأمريكان ضد المؤسسات الأمينة فى مصر؟.
كمال الهلباوى: أمريكا عقدت اتفاقيات مع الإخوان لا يعلم عنها المصريون شيئا
من جانبه، أكد كمال الهلباوى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للسيطرة على جميع دول العالم، ولذلك سعت خلال عهد محمد مرسى أن تعقد اتفاقية مع الإخوان لإعادة هيكلة وزارة الداخلية المصرية.
وأشار القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، لـ"اليوم السابع"، إلى أن هناك اتفاقيات سرية تمت بشكل كبير بين الإخوان وأمريكا خلال عهد مرسى لا يعرف عنها الشعب المصرى شيئًا، ولم تصل إلا لمواقع التسريب الإخوانية وتعد اتفاقية إعادة هيكلة وزارة الداخلية أحد تلك الاتفاقيات.
وأوضح الهلباوى أن جماعة الإخوان تسعى لزرع الفتن فى الدول العربية، ولذلك تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ هذا المخطط.
نبيل نعيم: الجماعة أسست ميلشيات بديلة
وفى السياق ذاته، علق الشيخ نبيل نعيم مسئول تنظيم الجهاد السابق، والذراع اليمنى لأيمن الظواهرى فى التسعينيات، على الوثائق الأمريكية التى كشفت خطة واشنطن لتفكيك وزارة الداخلية فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، وإعادة هيكلتها تحت إشراف خبراء أمن أمريكيين، قبل اندلاع ثورة 30 يونيو، قائلا: "الإخوان كان لديها هدف هو استنساخ تجربة الحرس الثورى فى إيران، أو حماس فى فلسطين".
وأضاف "نعيم" فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "الإخوان كانت تروج لفكرة إعادة هيكلة الجيش ولكن الحقيقة أنها كانت تريد تفكيكها ليحل محلها الميلشيات الإخوانية، مضيفًا:" خيرت الشاطر عندما كان الإخوان فى الحكم، ذهب إلى اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية آنذاك بقائمة أسم تحمل حوالى 3 الالاف إخوانى حاصلين على خريجين من كلية الحقوق، وطالبه بإدراجهم فى أكاديمية الشرطة، إلا أن وزير الداخلية رفض وقتها وقال إن الداخلية لا تقبل أى شباب منتمى لأحزاب أو جماعات لأن ذلك سيؤدى إلى تفكيك الشرطة".
وأضاف "نعيم":" مخطط الإخوان الحقيقى هو تنفيذ المخطط الأمريكى فى المنطقة، ولذلك سعوا إلى تأسيس ميلشيات وحرس ثورى بدلا من الأجهزة الأمنية من أجل السيطرة على الحكم داخل مصر".
هشام النجار: جميع الشواهد كانت تدل على مساندة امريكا للإخوان
وبدوره، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن جميع الشواهد منذ تاريخ 1995 وحتى 2011، تدل على أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تساند الإخوان بشكل مباشر للوصول إلى السلطة، باعتبار أن هذا الأمر سيؤدى لاحتواء التيارات الجهادية على حسب وجهة نظر واشنطن.
وأضاف الباحث الإسلامى، لـ"اليوم السابع" أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد وصول الإخوان للسلطة، بدأت تطالب الإخوان باتفاقيات كرد فعل لمساعدتهم للوصول إلى الحكم، موضحًا أن واشنطن استغلت الإخوان لتلميع صورة امريكا فى المنطقة، باعتبار الإخوان فى وقت سابق كانت تكتل معارض كبير يمكن أن تعتمد عليه أمريكا.
وأشار الباحث الإسلامى، إلى أن الاتفاقية التى حاولت أمريكا إبرامها فى عهد محمد مرسى لإعادة هيكلة وزارة الداخلية كانت جزء من رد جميل الإخوان لأمريكا، كى تستطيع واشنطن ان تتحكم فى مؤسسات الدولة، لافتا إلى أن امريكا استطاعت استقطاب الإخوان جيدا وتطويعها لخدمة مصالح الولايات المتحدة فى المنطقة، وسعت للاستفادة من الإخوان اقصى استفادة بعد أن وصل التنظيم لحكم مصر.
وكانت وثائق تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية كشفت خطة واشنطن لتفكيك وزارة الداخلية فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، وإعادة هيكلتها تحت إشراف خبراء أمن أمريكيين، قبل اندلاع ثورة 30 يونيو، وسقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية.
وكشفت الوثائق التى نشرتها صحيفة "فرى بيكون" الأمريكية فى تقرير لها أمس الخميس، عن تفاصيل الدعم الذى قدمته الإدارة الأمريكية، والمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية ـ وزيرة الخارجية آنذاك ـ هيلارى كلينتون، لنظام الإخوان، والرئيس المعزول محمد مرسى، كما استعرضت محاضر لقاءاتهم الرسمية وغير الرسمية، والعديد من الأسرار التى تم الإعلان عنها للمرة الأولى.
وفى صدارة الملفات التى كشفت عنها الوثائق الأمريكية، والتى تم نشرها بموجب قانون حرية المعلومات، محادثات جرت بين هيلارى كلينتون ومحمد مرسى، عرضت خلالها "مساعدة سرية" لتحديث وإصلاح جهاز الشرطة بزعم خدمة "الأسس والمعايير الديمقراطية"، وتضمنت تلك الخطة إرسال فريق من الشرطة الأمريكية وخبراء أمن إلى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة