بعد أيام من المناظرة الرئاسية الثانية، والتى حققت خلالها المرشحة الديمقراطية للبيت الأبيض، هيلارى كلينتون، تقدماً ملحوظاً على حساب منافسها، المرشح الجمهورى دونالد ترامب، فوجئت هيلارى بتسريب دفعة جديدة من رسائلها الالكترونية، والتى حملت اتهامات صريحة للسعودية وقطر بدعم وتمويل تنظيم داعش، بالرغم من تعاونها مع الدولتين فى العلن، وقت توليها وزارة الخارجية فى ولاية باراك أوباما الأولى.
وطالت التسريبات حساب جون بوديستا، أحد مستشارى باراك أوباما ورئيس الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية، ومن خلاله تم الكشف عن رسائل هيلارى المتبادلة بينهما، وتم نشر العديد من الرسائل التى تحدثت خلالها المرشحة عن دور السعودية وقطر فى دعم وتمويل تنظيم داعش، ومساعدته بعدة طرق.
وفى أول رد فعل، اتهم جون بوديستا، مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، بدعم مرشح الجمهوريين دونالد ترامب، كما اتهم روسيا بالوقوف وراء قرصنة بريده الالكترونى للسبب نفسه، مشيراً إلى أن تلك الرسائل المسربة تم نشرها بعدما نشرت "واشنطن بوست" فيديو صادما للمنافس دونالد ترامب، يعود إلى عام 2005 يتفاخر خلاله بسلوك جنسى فظ إزاء النساء.
ومن على متن طائرة كلينتون، التى كانت فى طريقها إلى ميامى فجر الأربعاء، قال بوديستا: "ليس مصادفة أن يقرروا بعد دقائق على نشر الفيديو أن يحاولوا صرف انتباه الرأى العام عن الأشياء المقيتة التى قالها ترامب فى التسجيل.. لا يمكننى أن أعرف إذا كان أسانج من قرر أن يحاول مساعدة ترامب أو هناك نوع من التنسيق. لكنها مصادفة غريبة جدا أن يحصل نشر الرسائل فى اللحظة التى شارفت فيها الحرارة على الغليان بالنسبة إلى ترامب".
بدوره، أكد مكتب التحقيقات الفدرالى لبوديستا أنه يحقق حول عملية القرصنة هذه فى إطار التحقيقات حول أعمال القرصنة التى استهدفت الحزب الديموقراطى.
واتهمت أجهزة الاستخبارات الأمريكية موسكو رسميا بالوقوف وراء قرصنة الحزب الديموقراطى. وركز بوديستا اتهامه على روجر ستون المقرب من ترامب بأنه الرابط بين أسانج وترامب.
كما اتهم ترامب بالدفاع عن خط فى السياسة الخارجية "أقرب إلى روسيا منه إلى الولايات المتحدة"، وذلك على غرار عدد كبير من الديمقراطيين، مستندا بذلك إلى تصريحات ترامب المعادية لحلف شمال الأطلسى أو تساهله إزاء ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وتضمنت الرسائل المسربة نقاشات طويلة بين مستشارى المرشحة حول القدر اللازم من العقيدة الذى يجب اعتماده لإرضاء الجناح الليبرالى من الحزب الديمقراطى حول المسائل المالية وكيفية صياغة تغريدة حول استخدامها لخادم خاص لبريدها الالكترونى عندما كانت وزيرة للخارجية، وهى أمور تظل محجوبة عادة.
وبعد ساعات من طرح الرسائل المسربة، انتقلت المعاركة الانتخابية إلى منصات مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة موقع "تويتر" ، حيث شن أعضاء حملة هيلارى هجوماً ضارياً ضد موقع "ويكيليكيس"، ومن بينهم المتحدث باسم الحملة بريان فالون، الذى قال إن مجموعة ويكيليكس "ذراع دعائية لموسكو وترامب".
وتابع فالون فى تغريدة على تويتر: "على الإعلام أن يتوقف عن التعامل مع ويكيليس على أنه مؤسسة إعلامية". وفى تغريدة أخرى قال إن ويكيليكس ليست مؤسسة إعلامية، بل ذراع دعائية للحكومة الروسية تستخدم التدخلات لصالح مرشحها ترامب.
ورد ويكيليكس بتغريدة قال فيها: "الأكاذيب لا تزيد مصداقية الحملة، فهناك توثيق جيد لمن انتم.. وتابع ويكيليكس فى تغريدة أخرى " نعم حملة كلينتون تتسرب مثل تايتنك".
وتزامن نشر الدفعة الثانية من الرسائل المسربة مع احتفال هيلارى كلينتون بعيد زواجها الـ41، فى وقت كانت تتمتع فيه بصدارة استطلاعات الرأى داخل الولايات المتحدة، بعد أدائها فى المناظرة الثانية، واستغلالها التسريبات الجنسية التى طالت منافسها دونالد ترامب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة