رسائل قيادات الإخوان بالسجون وفى الخارج تبدو معروفة وهناك عدة وقائع بشأنها، إلا أنه بعد مقتل محمد كمال عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان، كشف الإخوان وبعض قيادات المكاتب الإدارية التابعين لها، كيف كانت تصل رسائل محمد كمال وبعض مسنى الإخوان، إلى قيادات مكتب إرشاد الجماعة المتواجدين داخل السجون، ويردون عليها لمحاولة حل الأزمات.
تبين هذا الأمر بعدما دشنت الجماعة صفحة باسم محمد كمال، كشف فيها أحد مسئولى المكاتب الإدارية للجماعة - الذى لم يعلن التنظيم اسمه - أن محمد كمال كان يبعث برسائل لقيادات بمكتب إرشاد الإخوان داخل السجن ليرد فيها على اتهامات محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان له.
القيادى الذى عرفته الإخوان بأحد قادة المكاتب الإدارية للجماعة، ولم تعلن عن اسمه: "فى لقاء جمع بيننا فى يونيو 2015، برفقة محمد كمال وعبد الفتاح إبراهيم عضو اللجنة الإدارية العليا للإخوان وقيادات آخرين، حدثته فى مشكلة الخلاف الداخلى التى كانت قد بدأت فى الظهور، وقلت له: "يا دكتور فى وجهة نظرى أننا قد عملنا ما علينا، ومنعاً للانقسام فلنترك الراية لإخواننا هؤلاء"، فكان رده حاسماً بأن قال لى: "أنا لم أتربى على أن أترك المسئولية إلا بعد انتخابات، لكن هذه الردود وأمثالها أغضبت هؤلاء الذين ما تعودوا أن يُقال لهم رأى غير رأيهم".
وكشف أن محمد كمال سمع خلال الفترة الماضية قبل مقتله، أن أحد كبار قيادات الإخوان فى السجون يقول عنه أشياء ويتهمه بأنه يستحوذ على الإخوان، فبعث برسالة لهذا المسئول الإخوانى داخل السجن، عبر أحد الوسطاء وأعلمه بما يحدث وقال له "جانبك الصواب".
وحول أزمته مع محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان قال القيادى الإخوانى: "أظن أن محمود عزت خارج مشهد خلافات الإخوان، فهل تعتقد ما أظن؟!، فقال لى: إن ما يحدث فى جماعتنا الآن دليل قاطع على أن محمود عزت هو الذى يدير المشهد".
وتابع: "لقد عرف يوماً بأن أحد القادة فى السجن يقول عنه أقوالاً غير صحيحة، فبعثنى برسالة منه لهذا القائد يتحدث فيها عن ما قاله عنه".
ووفقا لمصادر مقربة من الإخوان كشفت بعض من رسائل محمد كمال إلى قيادات مكتب إرشاد الإخوان، فإن تلك الرسالة جاءت بعدما ظهر منشور داخل المكاتب الإدارى للجماعة من محمد بديع، يطالبهم فيه بأن يتبعوا محمود عزت، ويعلن فيه عدم اعترافه بانتخابات اللجنة الإدارية العليا وقياداتها الجديدة، ما دفع محمد كمال لتوجيه رسالة إلى المرشد وبعض قيادات الإرشاد يوضح لهم تفاصيل الانتخابات الداخلية، ويتحدث فيها عن محاولات محمود عزت إقصاءه وإقصاء آخرين جاءوا من خلال انتخابات الداخلية فى فبراير 2015.
وأكدت المصادر أن بعض قيادات الإخوان بالسجون كانوا يتواصلون مع أطراف الصراع داخل الإخوان وعلى رأسهم كل من محمد كمال عضو مكتب الإرشاد للإخوان، ورئيس اللجنة الإدارية العليا التى حلها محمود عزت، وكذلك محمد عبد الرحمن عضو مكتب الإرشاد ورئيس اللجنة الإدارية العليا للجماعة - المعروف برجل محمود عزت - إلا أن قيادات السجون انحازت لمحمود عزت فى النهاية، بعدما كشفت فى وقت سابق صفحة توثيق خلافات الإخوان عن رسالة لمحمد بديع داخل السجن يطالب فيها قواعد الإخوان بالبيعة لمحمود عزت.
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن أطراف الصراع داخل التنظيم كانوا دائمى التواصل مع قيادات الإخوان بالسجون، سواء من خلال الزيارات أو إعلامهم بتفاصيل الخلافات عبر المحاكمات، لافتا إلى أن قيادات الجماعة بالسجون كانت جزءا من الأمة الداخلية وليسوا بعيدا عنها.
وأضاف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان لـ"اليوم السابع" أن الجماعة تخصص شخصيات تكون مهمتها توصيل الرسائل من قيادات الجماعة بمصر، إلى قيادات السجون، لافتا إلى أن أكبر دليل على ذلك رسالة محمد بديع الأخير لقواعد الإخوان حول عدم الانجرار نحو الفتنة الداخلية بعد مقتل محمد كمال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة