وتحلم شيماء قاسم بالوقوف أمام الأهرامات والتأمل فيما صنعه المصريون قبل آلاف السنين، كما تحلم أيضا بالوقوف أمام النيل وقراءة قصيدة «أيها النيل» لأحمد شوقى والسير فى أزقة القاهرة.
وقالت ملكة الجمال العراقى، فى حوار خاص لـ«اليوم السابع»: «إن لمصر بالغ الأثر فى تشكيل ثقافة الشباب العراقى، وذلك من خلال المواد الإعلامية التى يتابعها العراقيون منذ طفولتهم»، مشددة على أن حلم زيارة مصر «الثقافة والفن» هو حلم مصاحب لكل مراحلها العمرية.
وتحدثت «شيماء» عن العقبات التى تواجه جميع النساء العراقيات، وتتعلق بالتمثيل السياسى والدور على الساحة السياسية، وتحكى عن كيفية تعايشها للأزمات والحرب والدمار الذى يعيش فيه البلد الشقيق، وفيما يلى
نص الحوار
..أولا.. ما الذى دفعك لخوض مسابقة ملكة جمال العراق؟
- مسابقات الجمال تعتبر هاجس الفتيات الشابات، والرغبة بالمشاركة فيها تبقى موجودة، وكانت رغبتى بالمشاركة نابعة من متابعاتى للمسابقات الدولية ومتابعة المسابقات فى باقى الدول، وعندما تم الإعلان عن المسابقة كانت القناعة متولدة لدى بالمشاركة وخصوصا مع اقتران المسابقة بنشاط مجتمعى خدمى.
كيف كان شعورك عندما تقدمتِ بطلب للمشاركة؟
- كانت البداية بالنقاش مع عائلتى، وبدأت أبحث فى صفحات الإنترنت حول كيفية التهيؤ والاستعداد، ولكن دعم أهلى لى لم يكن متوقفا طيلة تلك الفترة.
ألم تخافى من بطش تنظيم داعش الإرهابى؟
- فقاعة «داعش» إلى زوال، وأنا مؤمنة بأن محاربته تكون بكل الطرق، وأؤكد مقولة «أننا نقارع قبحهم بجمالنا، ونقاوم ظلاميتهم بضيائنا».
كيف استقبل المجتمع العراقى خبر تنظيم مسابقة ملكة جمال العراق لأول مرة منذ 4 سنوات؟
- كان هناك تباين فى ردود الأفعال، وهذا الشىء طبيعى جدا بعد أكثر من 4 عقود على تنظيم آخر مسابقة للجمال فى العراق على مستوى وطنى، فكان هناك طيف واسع من ردود الأفعال من شديد التأييد والدعم إلى شديد الرفض والمعارضة، إلا أن النخبة المدنية كانت مؤيدة لتنظيم هذه المسابقة.
وما الشروط التى وضعتها لجنة التحكيم للقب ملكة جمال العراق؟
- هناك العديد من الشروط تتعلق بالعمر والتحصيل الدراسى والمظهر والأنشطة والخدمات الاجتماعية التى تقوم بها المتسابقة، بالإضافة إلى مناقشة كل متسابقة حول مشروعها للخدمة الاجتماعية الذى تقترح تقديمه.
وما أهمية تنظيم مسابقة ملكة جمال العراق فى الوقت الراهن؟
- كما قلت سابقا هى لمواجهة أى قوى ظلامية تهدف بالرجوع بالبلد، والمجتمع إلى الوراء، لتعزيز الحياة الاجتماعية والمدنية فى بغداد.
وما المشاريع المستقبلية لشيماء قاسم؟
- أركز الآن حول حملة دعم وكسب تأييد ورفع وعى موضوع تعليم الأطفال فى مخيمات النازحين فى العراق وتوفير المستلزمات الدراسية لهم، إذ يشغل الأطفال ما نسبته %30 تقريبا من تعداد النازحين فى المخيمات، ولا توجد المستلزمات الدراسية الكافية التى تؤمن لهم بيئة تعليمية مناسبة.
هل ستشاركين فى مسابقة ملكة جمال العالم؟
- كلى أمل بتمثيل العراق فى مسابقات الجمال الدولية، وخصوصا ملكة جمال العالم.
عدد كبير من نجمات السينما كن ملكات جمال هل تفكرين فى خوض التجربة؟
- مثل هذه الخطوة تحتاج لتفكير مطول جدا، مع الأخذ بالاعتبار صعوبة تلك التجربة وعدم نجاح الكثيرين ممن خاضوها.
هل تلقيتِ أى تهديدات بالقتل من التنظيمات الإرهابية ولاسيما داعش؟
- لا لم أتلق أى مكالمة تهديد أو أى تهديد مباشر بالقتل.
كيف قضيتِ ليلة تتويجك بلقب ملكة جمال العراق؟
- كانت ليلة لم أذق فيها طعم النوم من الفرحة، ولم تكن كل عبارات الفرح كافية، لأن تعبر عن مدى سعادتى.
وما كان شعورك وأنتِ ترتدين تاج الملكة؟
- كان شريط ذكرياتى وأنا أتابع المسابقات الدولية على التليفزيون، وأنا صغيرة وكذلك وأنا أقدّم على المسابقة، وأنا أتهيأ للمسابقة، يمر أمامى وأنا أتقدم تحو التكريم، والآن وفى كل مرة أرتديه أشعر بالفخر وبأهمية المهمة التى أنا مُقبلة عليها.
حديثنا عن هواياتك؟
- هواياتى هى الرسم وتصميم الأزياء.
هل تغيرت نظرة المجتمع العراقى تجاه المرأة؟
- للمرأة العراقية ومنذ أواسط القرن الماضى، دور ريادى فى المجتمع تميز عن دور أقرانها فى العديد من الدول الأخرى، فكانت أول وزيرة عربية تتقلد منصب الوزارة «عراقية» فى خمسينيات القرن الماضى تبع ذلك حركة نسوية تقدمية، نتج عنها دور أكبر للمرأة على المستوى الاجتماعى والفنى والثقافى والبحثى وحتى السياسى، ثم توالت الحروب من مطلع ثمانينات القرن الماضى، واستمرت لعقود تحول فيها دور المرأة من دور ريادى إلى دورى ريادى ومساند للرجل حتى الآن.
ومن يتابع نظرة المجتمع للمرأة يجدها تغيرت بتغير الظروف السياسية والاجتماعية التى مر بها البلد على الأقل لسبعين سنة ماضية.
وما العقبات التى تواجه المرأة العراقية؟
- هناك عقبات مشتركة مع جميع النساء العربيات تتعلق بموضوع التمثيل السياسى، والدور على الساحة السياسية، وهناك مشاكل بها خصوصية عراقية، وتواجه المرأة الريفية أزمات بخصوص التعليم والمنع من إكمال الدراسة، وتعانى المرأة فى المدينة من البطالة وتوجه المجتمع نحو الذكورية.
هل فكرتِ فى زيارة مصر؟
- من أحلامى أن أقف أمام الأهرامات وأتأمل فيما صنعه المصريون قبل آلاف السنين ولم يزل شاخصا أمامى وأن أقف أمام النيل وأقرأ قصيدة «أيها النيل» لأحمد شوقى، وأمشى فى أزقة القاهرة، وأقرأ روايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم.
لمصر بالغ الأثر فى تشكيل ثقافتنا كشباب عراقيين من خلال المواد الإعلامية التى نتابعها من طفولتنا، ولذا فإن حلم زيارة مصر الثقافة والفن هو حلم مصاحب لكل المراحل العمرية.
من الأشخاص الذين تكنين لهم بالفضل والعرفان؟
- بداية أبى وأمى لهما كامل الفضل فى تشجيعى ودعمى، بالإضافة إلى إدارة المسابقة وإدارة مؤسسة المدى الراعى الإعلامى للمسابقة، وشكرى لكل الأشخاص الذين ساعدونى وساندونى قبل الحفل وأثنائه وحتى بعد الحفل.
ما الذى تحتاجه المرأة كى تصبح ملكة جمال؟
- تحتاج أن تكون نفسها بدون تصنع.
هل كنتِ تتوقعين الفوز؟
- أود فى البداية أن أركز على أن جميع المتسابقات كن ملكات جمال على المسرح، وتحدين الظروف وأصررن على المشاركة، وهو ما مّثَّل للجميع مدى ثقة المرأة العراقية بنفسها، وفرص الفوز كانت متكافئة للجميع وكان الرأى فى الأخير للجنة التحكيم.
وما مجال دراستك؟
- إدارة الأعمال.
كيف تحافظين على رشاقتك وجمالك؟
- أتبع النصائح الطبية من خبراء التغذية والتركيز على شرب كميات من الماء يوميا، والاعتماد على الخضراوات والفواكه فى الوجبات، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة اليومية.
وما كتابك المفضل؟
- أحب المطالعة وتستهوينى العديد من الروايات، أعجبنى كتاب «دولة النساء» للكاتب عبد الرحمن البرقوقى، وتستهوينى أيضا قراءة الدواوين الشعرية.
ما مواصفات فتى أحلام شيماء قاسم ملكة جمال العراق؟
- بالدرجة الأولى التواضع والخلق العالى والبقية تأتى لاحقا.
ومن مثلك الأعلى؟
- الشاعر العربى الكبير نزار قبانى.
هل أثرت عمليات التجميل على جمال المرأة الطبيعى؟
- نعم أثرت بشكل كبير، حيث تحولت من أداة علاجية لحالات مرضية خطيرة إلى أداة ربحية للأطباء وترفيهية للزبائن «المرضى»، وتحول الجمال الطبيعى إلى جمال مصطنع، أضاع فى كثير من المناسبات هوية المرأة العربية أو الشرقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة