المؤكد أن صبر المملكة العربية السعودية قد نفد، إزاء المؤامرات الإيرانية التى تستهدف أمن دول الخليج، فتخلت عن سياسة الصبر والصمت والنفس الطويل، وقررت تحويل الحرب الباردة إلى مواجهة ساخنة، وبادرت بقطع العلاقات فى أعقاب اقتحام سفارتها فى طهران، فاتحة شهية بقية دول مجلس التعاون الخليجى، لاتخاذ نفس الإجراء وتوجيه رسالة لطهران بأنه لن نسكت بعد اليوم .
سكوت دول الخليج هو الذى أغرى إيران على التمدد والتغلغل والصلف والغرور، فشعر الشيعة من أبناء تلك الدول، بأن حمايتهم تأتى من طهران، وكانوا يراهنون على أن السعودية لن تجرؤ على إعدام نمر النمر، خوفا من غضب الشيعة، ورغم أنه مواطن سعودى، وطبقت عليه القوانين السعودية بعد إدانته فى قضايا إرهابية، إلا أن ثورة الغضب والاحتجاج على إعدامه جاءت من إيران، لتقول للشيعة فى دول الخليج "اطمئنوا أنا أحميكم"، وتنزع عنهم الخوف والهلع بعد إعدام النمر، وأقدمت على ردود أفعال وانفعالية، تنم عن توتر الأعصاب.
دارت العجلة وليس أمام السعودية ودول الخليج إلا أن تستكمل المواجهة، فيا روح ما بعدك روح، وإيران تضع نصب عينيها تجربة الحوثيين فى اليمن لتكرارها فى دول أخرى، ولن يتوقف الخطر الإيرانى إلا بسياسة العين بالعين، فهى دولة انتهازية وحكامها يوظفون الفتونة الدينية لتخويف جيرانهم، ولا يجنحوا للسلم إلا إذا خشوا قوة خصمهم، أما المهادنة والتودد والتقارب وتقبيل اللحى، فكلها مفردات يفسرها حكام طهران على أنها ضعف، فيستمرون فى التغلغل ومد النفوذ.
مصر هى الدولة الوحيدة فى المنطقة، التى تعى مخاطر التغلغل الإيرانى، وأنها إذا تمكنت من دولة، تصبح مثل خيوط العنكبوت التى تخنق فريستها، وتدس أنفها فيما لا يعنيها، مثلما فعلت مع قاتل السادات خالد الإسلامبولى، بإقامة تمثال وتسمية شارع باسمه، تحديا لمشاعر المصريين الرافضة للإرهاب، وواجهت مصر هذا التدخل السافر بقطع العلاقات، وعدم الاستجابة لمحاولات الغزل غير العفيف القادمة من طهران، لفتح صفحة جديدة مع القاهرة، دون تقديم مبادرات حقيقية تثبت حسن النوايا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة