يخطئ من يظن أن المنظمات والدول التى تعمل على تدريب الشباب وتجنيدهم من أجل مخطط إسقاط الدولة بأسلوب حرب اللاعنف توقفت، فالواقع يؤكد أنها ما زالت مستمرة وإن كان قد حدث تغيير فى مضمونها والفئات المستهدفة منها وأماكن عقدها، لكن المخطط نفسه ما زال قائما، لأن الهدف موجود ولم تتنازل عنه الدول الممولة لهذا المخطط وهو إسقاط عدد من الدول فى مقدمتها مصر، من خلال إسقاط مؤسسات الحاكمة كى تصل مصر إلى حافة الانهيار وتفقد كل عناصر تماسكها ومصادر قوتها.
ولهذا فالتدريبات والدورات التى تؤهل الشباب على هذا المنهج التخريبى ما زالت قائمة وتمويلها يتضخم بشكل كبير ويصل إلى مليارات تنفق ببذخ، لكن اختلفت طريقة التدريب وأماكنه والمنظمات التى تقوم عليه، فلم تعد الدورات تتم كما كان من قبل فى دولة صربيا، لأنها أصبحت مكشوفة للجميع، فتم تغيير دول التدريب إلى مناطق أخرى مختلفة منها مثلا جنوب أفريقيا وتركيا ولتوانيا، ومن خلال منظمات تحمل أسماء جديدة، كما أن اسلوب الاختيار للشباب المنضمين لتلك الدورات اختلف ويعتمد على مراحل متعددة للفرز حتى يتم انتقاء العناصر الأفضل لتحقيق الهدف، بعد نقاشات مطولة معهم وقياس مدى نقمتهم على البلد واستعدادهم ليكونوا مساهمين فى مخططات إسقاط المؤسسات الحاكمة وتدمير الدولة، حتى أماكن المقابلات لاختبار العناصر المستهدفة تغيرت فلم تعد فى أماكن مفتوحة أو عامة، وإنما اختيرت لها أماكن تظن الجهات الممولة لهذه التدريبات أنها سرية أو أكثر تأمينا حتى لا يفتضح أمرها مثل مقار السفارات أو فى شقق مستأجرة لمدد محددة، ولكن الأخطر فى هذا الأمر أن هذه الجهات المتأمرة على مصر غيرت استراتيجيتها فى نوعية الشباب المستهدف للتجنيد، فالجيل الأول من شباب حرب اللاعنف أصبحوا أوراقا محروقة مثل أحمد ماهر ومحمد عادل وغيرهم من أعضاء 6 أبريل، وبدلا من هذا الجيل ومن الفئات العمرية التى كانت تستهدف من قبل فيما بين العشرينات بدأ مؤخرا الاتجاه لأعمار أقل من ذلك بكثير، فالاستهداف بدأ يركز الآن على شباب المدارس الثانوية الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة عشر وحتى الثامنة عشر، استغلالا لقلة الوعى لديهم ولحالة الصراع التى يعيشها الشباب فى هذا السن ورفضهم لكل ما حولهم من أوضاع حتى وإن كانت صحيحة، وبسوء نية يتم استغلال هذا الأمر فى إغواء هؤلاء الشباب ماليا، خاصة أن أغلبهم من الفئات المجتمعية الفقيرة، وإدخالهم فى منظومة التدريب لتحويلهم إلى قنابل تفجير للوطن.
وهنا يصبح لزاما على الجميع التصدى لهذا المخطط بتوعية الشباب وتحصينهم ضد ما يدبر لاستغلالهم وإسقاطهم فى شراك الكارهين لمصر، وإذا كانت الأسر مسئولة إلا تترك أبناءها فريسة لهذه المنظمات تستغلهم كما تشاء، فالإعلام أيضا عليه دور مهم فى التوعية المجتمعية والأحزاب عليها أن تفوق من غيبوبتها وتستوعب الشباب حتى لا تتركهم صيدا سهلا للمتآمرين على مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة