كريم عبد السلام

من يلعب فى أدمغة العمال

السبت، 02 يناير 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتجاجات واعتصامات متزامنة من المحلة الى قنا
فجأة اندلعت موجة من الاحتجاجات العمالية امتدت من غزل المحلة إلى مجمع الألمونيوم بنجع حمادى ومن غزل شبين الكوم الى عمال شركة فحم الكوك بمنطقة التبين بحلوان ، والبقية تأتى ومع اندلاع الاحتجاجات والتلويح بالاعتصامات ، بدأ عدد من قيادات العمال فى الاشارة الى مطالب جموع عمال الشركات والمصانع الكبرى وربطها بذكرى ٢٥ يناير للضغط على الحكومة ،ربما أو للتمهيد لما هو آت وإذا كانت المقدمات المنطقية تؤدى بالضرورة إلى نتائج منطقية ،فمن الواضح أن هناك من يخطط وينسق مع العمال لموجة اعتصامات جماعية فى مناطق الجمهورية المختلفة ، انطلاقا من وجود مطالب عادلة للعمال وكسل حكومى فى متابعة هذه المطالب ، وعجز من القيادات العمالية عن التفرقة بين وقت التوعية بضرورة إنكار الذات لصالح البلد ، ووقت الإصرار على المطالبة بالحقوق والتصعيد حتى الحصول عليها و من الواضح أيضا ،أن القيادات العمالية الحالية تعرف كيف تلاعب الحكومة لتحقيق قائمة مطالبها ، فهى تعلم القلق الرسمى من ٢٥ يناير ، تحسبا لوجود مخططات لأحداث شغب وعنف وصدام مع الشرطة وهجوم على الأقسام ، وكيف يبحث أصحاب هذه المخططات عن شرارة أو غطاء لمخططهم بافتعال العنف ، أو استغلال المطالب المشروعة للعمال لتحقيق أهداف غير مشروعة.

الحل السريع الناجع ، أن يجلس ممثلو الحكومة مع القيادات العمالية للاستماع بتفهم الى مطالب العمال ، وكلها مطالب فئوية ومادية ، والعمل على تحقيق هذه المطالب فى حدود الممكن وجدولة مالا تستطيع الحكومة تحقيقه فى الوقت الراهن ، ومن المهم جدا أن يتم اطلاع القيادات العمالية وجموع العمال على المخاطر المحتملة لاحتجاجهم فى الفترة الحالية ، فالرهان على وطنية العمال وحبهم لبلدهم لا يخسر أبدا ، فقد عودنا العمال المصريون دائما ،أنهم يظهرون معدنهم الحقيقى وقت الشدائد، و يتفانون فى العمل بعد كل موجة احتجاجية لتعويض الوقت المهدر والنقص فى الانتاج

أما الرهان على التجاهل والتكاسل من قبل الحكومة لمشاكل وطلبات العمال ، أو رهان الوزارات المعنية على الحل الأمنى والتعسف فى استخدام القانون ، فقد ثبت أنه لايخدم سوى أعداء هذا البلد ، ويشعل غضب العمال ويدفعهم الى العناد والاصرار على المواجهة

نحن إذن نعرف المشكلة وأعراضها وطرق مواجهتها ، فأيهما نختار للمواجهة ، الحل السلمى الذى يستوعب العمال ويتفاوض معهم ويحقق جزءا من مطالبهم للحفاظ على معدلات الانتاج وزيادتها ، أم الحل الأمنى الذى لا يأتى الا بأثر عكسى كما حدث مع إغلاق مقاهى وسط البلد ومداهمة دور النشر والمراكز الثقافية والفنية بدعوى أنها تعمل بدون ترخيص !

مثل هذه الإجراءات الغبية هى ما يشعل الغضب فى نفوس الشباب والعمال ويدفعهم لمسايرة أى داع للاحتجاج والعنف ، فما المبرر لإغلاق دار نشر تعمل على احتضان المواهب الجديدة ؟ وما المبرر لإغلاق مقهى يلتقى فيه شباب الكتاب والتشكيليين ؟ وما الداعى لإغلاق مركز ثقافى وفنى ومكتبة يحتضن النزعات الفنية الجديدة؟

أخشى ما أخشاه ، أن يتم التعامل مع العمال وممثليهم بنفس الطريقة التى تم التعامل بها مع مقاهى ومكتبات وسط البلد ، فهنا لا تسألوا عن وجود مخططات خارجية لأن الغباء وإساءة التصرف والعنف الرسمى يمكن أن يكون سببا كافيا لإشعال موجة احتجاجات جديدة ، والمؤامرات قد تكون فى أدمغة من يواجهون المؤمرات!!!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة