كرم جبر

هل يمد رجال الأعمال أيديهم للرئيس؟

الأربعاء، 13 يناير 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا لا ينشئ رجل الأعمال محمد فريد خميس مدرسة لصناعة السجاد، تدرب الشباب على المهنة، ويتولى تشغيلهم فى مصانعه؟ ولماذا لا يفعل مثله أبوالعينين لتخريج مجموعات من شباب الحرفيين المحترمين، فى مهن السباكة والتركيبات وإصلاح الأدوات المنزلية؟ وفى مجال العقارات يستطيع منصور عامر أن يقدم خدمة جليلة للبلد، إذا قام بإنشاء معاهد متخصصة فى النجارة والمبانى والمحارة وغيرها من مستلزمات البناء، وهذه الأسماء التى ذكرتها مجرد أمثلة، يمكن تكرارها فى مختلف المجالات.

المشكلة فى مصر تتلخص فى أن المقاهى مكتظة عن آخرها بالشباب العاطل، رهائن الفراغ والشيشة والبانجو والترامادول، بينما السوق متعطشة للعمالة الماهرة، ولحل المعضلة يجب أن يكون لرجال الأعمال دور فى استقطاب عشرات الآلاف من الشباب، وتدريبهم وتعليمهم وتشغيلهم فى مشروعاتهم، أو مساعدتهم بالاشتراك مع الحكومة فى افتتاح مشروعات صغيرة حقيقية، تكون تابعة لمشروعاتهم الكبرى، ففى الصين مثلا تقوم آلاف المصانع الصغيرة بتصنيع مستلزمات الإنتاج التى تغذى الصناعات الكبيرة، وتتكامل المنظومة بشكل يخلق فرص عمل للملايين.

الصناعات الصغيرة تصبح انتحارية، إذا لم توضع فى «حضانة» توفر لها الحماية، وإذا لم يجد الشاب من يرعاه ويساعده فى تسويق إنتاجه، سيتعثر المشروع ويواجه الفشل، ويعجز عند سداد القرض، ويواجه خطر السجن، مثل شباب الخريجين الذين تملكوا أراضى زراعية، وعجزوا عن استصلاحها وزراعتها، وأصبحت مشروعات قرى الخريجين مجرد يافطة لأراض تم تسقيعها وبيعها للقادرين، وستتكرر نفس المأساة، إذا لم تنشأ شركات كبرى ترعى مشروعات الشباب، وتتولى إمدادهم بأدوات الإنتاج، وتساعدهم بالخبرة والتدريب وتسويق منتجاتهم، ولو بدأ رجل أعمال واحد فى مثل هذه التجربة، فسوف يفتح شهية الآخرين لتكرار نماذج النجاح.

أفشل شىء فى مصر هو التعليم الفنى، لأنه دراسات نظرية لا ترتبط بالواقع، وتقذف فى وجه المجتمع خريجين لم يتعلموا أو يتدربوا، ومصر لا تستطيع أن تفعل مثل إندونسيا التى يحلو للبعض أن يقارن أوضاعنا بها، فقد جمعت الدولة هناك كل الشباب العاطلين بالقوة والقهر فى معسكرات عسكرية، وقامت بتعليمهم على مختلف الحرف والصناعات، ولو حدث مثل ذلك فى مصر لقامت الدنيا ولم تقعد، بكاء على الاعتقالات والحريات وحقوق الإنسان، ولكن يمكن أن نحذو حذو التجربة الألمانية، حيث تولى رجال الأعمال أصحاب الاستثمارات الضخمة، إنشاء مدارس تعليم فنى، ونجحوا فى أن تحافظ بلادهم على مكانتها، كالدولة رقم واحد فى العالم، فى مجال الصناعات الثقيلة.

الشاب العاطل فى أى بيت هو قنبلة موقوتة، والدولة لا تستطيع وحدها حل المشكلة، لأن دواوينها مكتظة بالموظفين العاطلين، ولا تستطيع أن تفتح أبوابها للمزيد، ولا أتعشم خيرا فى كثير من رجال الأعمال، الذين يريدون الأخذ على طول الخط، ولا يبحثون إلا عن المزايا والتسهيلات واستثمار الأزمات، ولكن المؤكد أن هناك وطنيين شرفاء، يعلمون جيدا أن البلاد تمر بمنعطف خطير، يتطلب التضحية والشهامة والرجولة، والوقوف فى ظهر الدولة حتى تنهض وتتعافى.

هل يمد رجال الأعمال أيديهم للرئيس، لمساعدته فى فتح أبواب الأمل والمستقبل لشباب مصر، ويكونوا رعاة لمشروعات حقيقية، توظف طاقات الشباب الكبيرة، وتبتكر حلولا إبداعية لخلق مجتمع أعمال جديد، تكون قاعدته أجيال من الشباب الذين يحلمون بالمستقبل والحياة النظيفة؟ حب مصر ليس بالخطب والأناشيد وإعلانات التهنئة، ولكن بالبرهان والدليل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة