تيمور المغازى يكتب: ماتت البراءة

الإثنين، 07 سبتمبر 2015 08:19 ص
تيمور المغازى يكتب: ماتت البراءة ايلان الطفل السورى الغريق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مات وترك لنا الحزن على أنفسنا، لقد أصبحنا كالشجر المعدوم من الحياة والإحساس، وماتت الأوراق الخضراء وأصبحت الشجرة هى والعدم سواء.

مات وترك لنا صوره لتنتقل من جيل إلى جيل لتحكى آلما وحسرة على الأوطان وتشرد الأطفال قبل الرجال والنساء، مات المستقبل فهو الامل لتجديد الحياة.

لم أعد أتحمل النظر إلى تلك الصورة المؤلمة التى هزت كل كيانى وخلعت من أنفاسى سبل التنفس واستبدلت ذلك بشوك يخرج من صدرى فيمزق ما كان من جمال البراءة والإنسانية .

مات الطفل وانقلب الجسد وظهر لنا هو يسجد لمن خلقه وكأنه يقول أغلقت أبواب الأرض وفتحت أبواب السماء، طردنى البشر من دنيا فانية واستقبلنى الرحمن بالغفران، ياأيها البحر العميق لقد احتويت الجسد رغم غدرك لقد لفظت أمواجك الجسد لتؤلم العالم وتزرع الحسرة فى قلوب البشر.

من منا لم يتألم من هذه الصورة التى احتوت فى طياتها موت المستقبل وموت البراءة وموت الإنسانية ولماذا؟! اتركوا ما ارتبط به هذا الطفل من انتماءات ومن ديانات ومن مذاهب وتمسكوا بأنها نفس خرجت بدون احترام وبدون احتواء .

كم كانت هى اللحظات التى عاشها الطفل قبل الممات! كيف بكى؟ وكيف صرخ؟ وكيف خرجت الروح؟ إحساس يحوى كل هذه الأسئلة وأكثر، لم يعد لدى ما أسطره من ترجمة إحساسى الحزين ولم يعد لدى رغبة فى أن أعيش وسط براكين من الانقسامات والتخوين، لقد أصبحنا كغثاء السيل رغم كثرة العدد وأصبح فينا من يساعد على التفرقة ولم يشعر بالندم، وما هذه الدنيا إلا كغرفة مغلقة لها بابان ندخلها من باب وسنخرج منها من الباب الآخر .

يا من قسمتم الأوطان وزرعتم الفتن بين الأبناء، لماذا كل هذا؟ لكرسى زائل أو لمنصب سينتهى تتشبسون بالفناء ولم تعلموا عواقبه حللتم دماء المسلم قبل غيره تركتم العداء بيننا وألبستم الباطل ثوب الحق وخدعتم الشعوب بالنفاق قبل الاتفاق، ماذا جنى هذا الطفل من تلك الحروب إلا احتواء البحر لذلك الجسد المبتور من الروح ما الذنب المقترف وما الحيله لذلك؟، ماتت البراءة والإنسانية ومازال الدماء يسيل .

أنقذوا الأوطان والشعوب بنشر السلام والمحبة واتركوا التعصب والعداء، اغرسوا فى الأطفال حب الوطن والدفاع عنه ضد الأعداء ولا تغرسوا الحسرة والندم لانتمائهم لتلك العروبة التى تتمزق بسببكم، إنها الفاجعة التى لا تغيب أثارها عن عقول البشر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة