أشعر بحالة تفاؤل شديدة تجاه مستقبل التجربة الديمقراطية.. أرى أحزابًا تتشكل على نار أزمات الوطن، صحيح أن بعضها يفقد البوصلة أحيانًا، لكنهم يضبطون أنفسهم، أو تضبطهم التجربة على اتجاهها... كلهم مصابون بارتباك، لكنهم يحاولون انتزاع حقهم بقدر تحركهم ونجاحهم على الأرض، وصحيح أيضًا أن «المحللاتية» يتناولون العناوين بالتحليل دون قراءة الموضوع، لكننا نعيش حالة التشكيك فى كل شىء، فكل ما تقبله أنت مردود عليه بالتكذيب، وكل ما يوافق عليه غيرك ستبادر برفضه على سبيل الاحتياط.
أتمنى أن تعلمنا التجربة التى دارت عجلتها أن نقدم أنفسنا للناس دون استعانة بقاموس الهجوم والأكاذيب والشائعات، فلو أن كل حزب أو مرشح للمقاعد الفردية اعتمد على شرح رأيه وقدم إمكاناته، لن يكون لديه وقت لهدم منافسه أو الإساءة إليه.. هذه ليست صورة مثالية، لكنها الواقع الذى سيفرض نفسه علينا، ومن يهدر الوقت فنحن يجب أن ننتظره بعد إعلان النتائج لنشاطره الأحزان، ونخفف عنه بمسح دموعه!
لا أفهم إطلاقًا انشغال «حضرات السادة ضباط الثقافة» بكل ما يصدر وما لا يصدر عن الدولة، دون اهتمام بالشعب وما يريده، ولا أفهم تحليق معظم الأحزاب باتجاه الأجهزة، دون تركيز على اتجاه القيادات التى تطرح نفسها على الشعب، ولا أحترم مرشحًا يقول إن هذا الجهاز نصحه بالاتجاه نحو هذا الحزب، كما لا أحترم مرشحًا يتحدث منهارًا بعجزه عن مقاومة تعليمات هذا المسؤول أو ذاك الجهاز، وظنى أن الشعب سيقول كلمته الفصل فى الصناديق، فالمفاجآت ليست حلمًا، لكنها حقيقة أراها بقدر ما رأيت انهيار النظام متمثلًا فى جماعتى «مبارك» و«الإخوان»، وتلك ليست فراسة أو مفهومية، لكنها قدرة على قراءة حركة الناس، واتجاهات الرأى العام الذى أعيش معه وأحترمه وأدعى فهمه بلا مبالغة.
أعرف نجومًا ومعارضين للحكومة يخشون التحرك بين الناس دون حراسة تخصصها لهم الحكومة عبر وزارة الداخلية، وأعرف معارضين يطلقون تصريحات عنترية، ومنتهى أملهم لقاء أحد كبار المسؤولين، وأعرف محترمين يرفضون المشاركة رغم قدرتهم على تقديم الفهم الصحيح وإيقاظ الوعى، وهؤلاء يهمنى أمرهم أكثر من غيرهم، لذلك أدعوهم إلى المبادرة ومساعدة الشعب، لكى نثبت أن مصر قادرة على التغير والتغيير.. لا تتركوا «السيسى» وحده حتى لا تندموا!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة