سيادة الرئيس (صديقك من صَدَقكْ وليس من صْدقكْ)، كلمات بحثت كثيراً عنها لأبدأ بها مقالى ليس لمهابة المنصب ومكانة صاحبه عندى فقط، ولكن أيضا لأنى اعلم أهمية كل لفظ ينطق فى هذا الموقف، لأنه سوف يحلل بأكثر من تحليل وعلى حسب المتلقى فأردت أن يكون كلامى واضح وضوح الشمس فى كبد السماء.
سيادة الرئيس قد تكون النصيحة على الملأ فضيحة كما يقولون، ولكن إذا غلفت بصدق القصد وأدب الحديث معطرة بحسن النوايا سوف تؤدى الغرض بعون الله تعالى فأنا لا ابتغى بكلامى إلا وجه الله تعالى والنصيحة المخلصة.
سيادة الرئيس. أنت من سيحاسب أمام الله ثم أمام الشعب ومن بعد الشعب التاريخ من اجل ذلك أراك تنحت فى الصخر لتؤسس دولة جديدة فى كل شىء فقد فاقت أحلامك وطموحاتك ما حلُم به ( محمد على ) وهو يفكر فى بناء مصر الحديثة.
سيادة الرئيس. استدعاك الشعب (هذه حقيقة) وعلى استعداد أن ( يطحن لك الزلط) أيضا حقيقة ولكن بقدر معلوم ولوقت مفهوم وهذا بيت القصيد أو كما يقولون (مربط الفرس) فقد استغل البعض حب شعبك لك وأنهم على استعداد لتحمل الكثير وإذا بهم عن قصد أو عن سوء قصد يزيدون فى الكيل مكاييل اعتمادا على انصياع الشعب لأحلام تراودهم فى رئيس عادل حتى لو ساوى فى الظلم.
فلم يصدق البعض من القيادات التحتية أننا الآن فى مرحلة بناء وطن جديد، وطن يبنى بسواعد الجميع لا مكان فيه لمحسوبية أو واسطة فالجميع أمام البناء سواء كما أنهم أمام القانون والمحاسبة سواء أيضا.
فقد ابتلينا بأنصاف القيادات التى تخمرت فى مكاتبها ومع مرور الزمان استقر لديهم أمور اليافطات (والهنبكة) التى لم يعد لها مكان فى مصر الحديثة، فمصر فى بنائها الحديث لا يجب أن يجلس فيها مسئول فى مكتبه المكيف ولا متغزلا فى سكرتيرته الحسناء التى تعرض عليه ( البوسطة اليومية ).
مصر الحديثة يجب أن يكون فيها اصغر موظف يماثل ما يقوم به السيد ( رئيس الوزراء ) من تواجد فى ( الشارع ) بين المواطنين حيث اتخاذ القرار على الطبيعة بما تمليه الظروف المحيطة بالحدث وليس الانفصال عن الواقع
سيادة الرئيس. دولاب العمل للدولة يجب أن تلتفت له فهو المتعامل الأساسى مع المواطن وهو عنوان التغيير بالنسبة له فبقدر العدالة وسرعة انجاز الأعمال للمواطن يتحدد له مقدار التغيير الذى طرأ على الدولة.
سيادة الرئيس. أن أرضيت الله فى الناس أرضى الله عنك الناس ومعنى أن يرضى عنك شعبك سوف يتحمل كل شيء فى سبيل رفعة هذا الوطن بما فى ذلك ( أن يطحن لك شعبك الزلط ) طالما رأى منك عدالة وحسن قصد فالشعب المصرى من أكثر شعوب العالم ارتباطا بأرضه ووطنه وهو عنده كالماء والهواء وعلى استعداد للتوحد بجميع طوائفه فى وقت الأزمات وهناك من السابقات ما يؤكد ذلك.
سيادة الرئيس. الدولة التى لا يثاب فيها المحسن ولا يعاقب فيها المسيء لا تفلح، فاجعل نصب عينيك العدل وساوى بين الجميع حتى مع المختلف معك ( ادفع بالتى هى أحسن ) وحاسب أولاً بأول لأنك من سيحاسب.
عبد الفتاح السيسى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة