كنت أنوى هذا الأسبوع أن أكتب عن فيلم شد أجزاء، أحدث أفلام محمد رمضان نجم الأعياد، ثم تواترت أنباء تقول، إنه وقع عقدا مع قناة إم بى سى بمسلسلين يتقاضى عليهما خمسين مليون جنيه، وقد يكون الأجر صحيحا أو مبالغا فيه، ورغم عدم اهتمامى برصد أجور الفنانين من باب «جتنا نيلة فى حظنا الهباب» كما يفعل البعض، ولكن من منظور تأثير هذه الأجور على صناعة مهمة وهى صناعة الفن، ولكنى آثرت ألا أتحدث فى هذا الأمر أو ربما أتحدث فيه ولكن بشكل غير مباشر راصدة ظاهرة فنية وجماهيرية عالمية وليست فقط على المستوى العربى، تشير إلى أن وسائل تسيد وظهور الفنانين تتغير، وأن من لا يدرك هذا الأمر جيداً سيعد من الأغبياء ولو بعد حين.
«أنت معلم وإحنا منك بنتعلم» كلمات بسيطة ولحن راقص أقرب للروح الخليجية فى الألحان وصوت شاب قادم من أقصى الغرب العربى آخر بلاد المسلمين، المغرب، كلهم صنعوا ظاهرة عالمية سجلتها موسوعة جينيز للأرقام القياسية كأعلى أغنية تسجل 98 مليون مشاهدة فى أقل من 30 يوما على شبكة الأغنية، وقد تجاوزت الآن المائة مليون بمراحل، وهو ما لم تستطع أغنية عربية أن تصل له أو حتى غربية، مما دفع باسم وصوت سعد لمجرد، المغربى الشاب الذى لم تتجاوز سنين عمره الثلاثين، لمصاف العالمية، وصارت أغنيته «لمعلم» تتصدر الأغنيات التى تتردد أصداؤها فى كل مكان يجمع شبابا يتراقصون على نغماتها حتى فى أوروبا وهو لا يفهم معانى كلماتها.
ولنبدأ من أول الحكاية، فمن يكون سعد لمجرد؟ وكيف تحول بين يوم وليلة إلى ظاهرة؟ شاب مغربى يمتلك صوتا جميلا وينتمى لأسرة فنية تتكون من أب وأم يعملان بالتمثيل ويحلم بالغناء والشهرة، فيتجه إلى الوسيلة الأكثر تداولاً للوصول إلى هدفه برامج اكتشاف المواهب، فيشارك فى برنامج سوبر ستار فى موسمه الرابع عام 2007 ورغم أنه لم يحز على اللقب وكان ترتيبه الثانى فى السباق فإنه حصل على استحسان الجمهور ولجنة التحكيم التى منحه الياس رحبانى أحد أعضائها لقب خوليو اجليسياس العرب، وكعادة هذه البرامج تمنح المشاركين والفائزين فيها آمالا عريضة زائفة وشهرة مؤقتة ثم لا شىء بعد ذلك.
فانتظر سعد لمجرد أصداء نجاحه فى البرنامج مثلما فعل من سبقوه ومن سيلحقونه ممن يشاركون فى هذه البرامج، وأن تسعى خلفهم شركات إنتاج الموسيقى، ولكن طال الانتظار، فقرر أن يتجه إلى العالم الأرحب الحديث الشبكة العنكبوتية، وينتج أعماله بنفسه وينشرها على اليوتيوب فكانت أغنيته الأولى «واعدينى» عام 2009، ثم تلتها أغنية ثانية ثم ألبوم عام 2013 وكلها حازت إعجاب أبناء بلدته فى البداية، ثم انتشرت بين شباب من بلدان أخرى وكلها اعتمدت على أسلوب غير تقليدى فى الترويج، وأتت أغنية «أنت باغية واحد» عام 2014 لتسجل 54 مليون مشاهدة على اليوتيوب، فتليها أغنية «مال حبيبى مالو» التى حققت 84 مليون مشاهدة على نفس الشبكة العنكبوتية، ثم جاءت أغنية «لمعلم» هذا العام ليدخل سعد لمجرد موسوعة الأرقام القياسية فى المشاهدة حين يتخطى المائة مليون مشاهدة فى أيام قليلة ويفرض على وسائل الإعلام العالمية أن تبرز اسمه.
وعود على بدء لهؤلاء الذين يظنون أن الأجور وأخبارها هى معيار النجومية، سعد لمجرد ظاهرة ذكية أتمنى أن يدركها هؤلاء الأغبياء فالدنيا تتغير.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سهام
في الصميم
احسنت.
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
في غاية الروعه