خطايا وزير التعليم العالى

صنع الدكتور سيد عبد الخالق وزير التعليم العالى أزمة من لا أزمة، مبتغيًا غير وجه الله والعدالة، أراد أن يجامل ويوزع صكوك رضاه وقراراته واستثناءاته على من يشاء من مريديه وأحبابه.

القانون واضح وصريح فى حالات التحويل الإدارى لطلاب التنسيق، ويتم تطبيقه منذ أيام الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى الأسبق، حيث يحق لأى موظف فى الدولة يتم نقله من محافظة إلى أخرى بقرار من الجهة، التى يعمل بها أن يتقدم بطلب للجامعة لنقل ابنه سواء كان ذلك ابن فراش أو قاض لا استثناء فى ذلك، غير أن الوزير أراد لنفسه قرارات خاصة يكافئ بها محاسيبه ومعارفه فطلب تفويضا لفئة معينة وأعطى لنفسه سلطة فوق سلطة الجامعات المستقلة بنص الدستور.

الدكتور عبدالخالق يرسخ لدولة الطبقية فى المجال الوحيد الذى يتساوى فيه أبناء الفقراء والأغنياء وهو التنسيق، ويقضى بقراراته الغريبة وبالتفويض، الذى منحه لنفسه – قبل أن يمنحه له الآخرون- على تكافؤ الفرص، ويضع لبنة جديدة فى إلغاء دولة المواطنة والعدل والمساواة.
ليس جديدا على الوزير، ما يفعله، وليس ببعيد علينا ما فعله، عندما تقدم ابنه عضو هيئة التدريس بكلية الطب جامعة المنصورة، فى مسابقة البعثات التابعة للوزارة التى يرأسها، وفاجأنا الوزير بقاعدة جديدة على العالم، ترسخ للواسطة والمحسوبية والاستبداد، قرر أن يطبقها فى وزارته قائلا: يجب أن لا يضار ابن بمسئولية ومنصب والده.

هذه هى عقلية الدكتور عبد الخالق، فبدلا من أن يرسخ لقاعدة "اتقاء الشبهات".. يخاطبنا بمنطقه القائل: "أنا الوزير وأنا المسئول الأول والأخير وأنا الذى أشكل اللجان وأعتمد النتيجة، وبالتالى لا يجب أن يضار ابن بمسئولية والدة الوزير".

ليس ذلك فقط ما جناه الدكتور سيد عبد الخالق على وزارة التعليم العالى، فخطاياه أكبر من أن تحصى، إذ إنه حول الوزارة منذ أن وطئها إلى فرع من جامعة المنصورة، مستعينا بأصدقائه ومحبيه، بالإضافة لقراراته الإدارية الخاطئة الكثيرة، ومشاكله مع جميع أعضاء المجتمع الجامعى بدءا من زملائه أعضاء التدريس ورؤساء الجامعات، مرورًا بالطلاب.

رجل مدمن للشتائم، تارة يطلقها فى وجه زملائه أعضاء التدريس، فهو الذى وصف الدكتور محمد كمال عض هيئة التدريس بجامعة بنى سويف بـ"السفيه" فى أحد البرامج التليفزيونية، ووصف غيره بأنه "نتن ومعفن وقليل الأدب" فى تصريحات مسجلة.. كيف نتوقع منه صلاح أحوال التعليم فى الجامعات.. ولنا ولكم الله.