كرم جبر

طريق أحمد زكى بدر

الجمعة، 25 سبتمبر 2015 06:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فعلا وزارة التنمية المحلية كانت فى حاجة إلى الدكتور أحمد زكى بدر، قوى وجرئ ومقاتل ويفوت فى الصخر، علاوة على النزاهة ونظافة اليد والسمعة الطيبة، ولا يتردد أو يتراجع أو يمسك العصا من الوسط، وكلها مواصفات قياسية على مقاس أماكن يعشش فيها الفساد، وتنتشر الرشوة والابتزاز وسوء الخدمة، ولا ينفع معها إلا جراح ماهر يزيل الأورام الخبيثة، ويتهلص من الزوائد الدودية، ويطهر المحليات التى تشد البلد إلى القاع، وتضيع مذاق أى نجاح يتحقق، وتقاوم التغيير بسلاح البيروقراطية العريق، الذى يشبه خيوط العنكبوت التى تلتف حول الفريسة. ليس معنى هذا أن طريق أحمد زكى بدر سيكون مفروشا بالورود والزغاريد، كما استقبله موظفو ديوان الوزارة، فهذا أول القصيدة ويفعلوها مع أى وزير جديد، لزوم التليين والمحبة وتقديم الفروض والتقرب من رب الكرسى الجديد، ومن أيام الرؤساء السابقين عبدالناصر والسادات ومبارك، لا تخلو خطاباتهم للجماهير عن إصرار الدولة ورغبتها فى القضاء على الفساد والبيروقراطية، وتطهير المحليات وإصلاح الجهاز الإدارى للدولة، وبمرور الوقت تضيع الوعود فى الزحام، وتصبح كالزبد، فى أحضان البيروقراطية الساخنة، ويستسلم صناع القرارات لحيل وآلاعيب منفذى القرارات أسفل السلم الإدارى، ولم تنجح أى خطة إصلاح حتى الآن، ويتم دفنها دون جنازة فى أدراج التجاهل والنسيان.

رغم ذلك ففى مقدور أحمد زكى بدر أن يقاتل، شريطة أن تحمى الدولة والحكومة ظهره، من سهام التآمر الناعم و«الذنب» والأكتاف غير القانونية والضربات تحت الحزام، وغيرها من أساليب الحروب الخفية، التى لا تقل خطورة عن حروب الجيلين الرابع والخامس، واعتقادى أنه يقظ لها ومتمرس على ألاعيبها، وتحتاج صبرا ونفسا طويلا لدحر التسيب فى المحليات، ومقاومة تعقيد الإجراءات وضعف نفوس بعض الموظفين، وتقليم أظافر الفساد المتغلغل منذ عقود طويلة، ولا يمكن محاربته فى شهرين أو حتى سنتين، ويحتاج قبضة حديدية للقضاء عليه، واختيار منظومة على نفس المستوى من المحافظين، وإعطائهم صلاحيات حقيقية، تمكنهم من العزف المشترك مع الوزير المتحمس، وليس الانفرادية والنشاز.. قلبى معكم والله الموفق.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة