لا بديل عن الصبر على الحكومة، خصوصا الوجوه الجديدة غير معروفة إعلاميا، فقد ينجح بعضهم فى الصمود فى وجه الإعلام، ليكتب لهم البقاء والاستمرار فى حكومة ما بعد الانتخابات، و«يا ويله يا سواد ليله»، من يناصبه الإعلام العداء، فمهما فعل فهو مقصر، ومهما بذل مجهودا فهو متكاسل، والوزير صاحب الحظ السعيد هو الذى يعقد اتفاقا وديا غير مكتوب مع الإعلاميين، ويعيش هدنة سلام يتقى هجومهم ويؤدى أعماله فى هدوء، وأتذكر أحد رؤساء الحكومات السابقين كان عاشقا للكاميرات إلى حد الهوس، لدرجة أن البعض قال عنه: «رئيس الحكومة بينط فى كرش الكاميرا»، ورغم ذلك لم يعمّر طويلا، لأن الإعلام كالنار، إما أن يحرق أو يجلب الدفء، ومن سوء حظ رئيس الحكومة الجديدة شريف إسماعيل، أن كثيرا من وسائل الإعلام استقبلته بغير ترحاب، وبدأت الهجوم منذ تسميته، وفتشت فى دفاتره القديمة والجديدة، للبحث عن ثغرات أو نقاط ضعف، وراهنت على فشله وتعثره وعدم قدرته على إدارة مرحلة ما قبل الانتخابات، وتقف الآن متربصة ومتحفزة للنيل منه إذا ارتكب هفوة، فأصبح يواجه صعوبتين: تلال المشاكل المتراكمة منذ سنوات طويلة، وجفوة الإعلام الذى تعامل مع رئيس الوزراء على طريقة «ندبح له القطة».
على المستوى الشخصى لدىّ توقعات بنجاح رئيس الوزراء الجديد، واستمراره فيما بعد الانتخابات، وذلك لعدة أسباب: أولا، لأنه هادئ الطبع، ويذكرنى بالراحل العظيم الدكتور عاطف صدقى الذى ناصبه الإعلام العداء، ولكنه نجح فى كسب ثقة واحترام الجميع، ثانيا، لأنه جاء من قطاع ناجح لاستكمال مهمة اكتشافات الغاز والبترول التى تبشر بالأمل، وربما أراد الله أن يعوض صبر هذا الشعب خيرا، ثالثا، لأن خطابه الإعلامى موجز وقصير وبعيد عن العبارات المطاطة، ويجنبنا متاهات الوعود التى لا تتحقق، وخطب دغدغة المشاعر، وتؤكد خبرات الماضى أن أى رئيس وزراء مر بالبلاد وكان ناجحا إعلاميا، رافقه الفشل على أرض الواقع، رابعا، لأن رئيس الوزراء الجديد تدعمه الرئاسة بكل إمكانياتها، مما يبشر بنوع من التناغم والتكامل بين المؤسستين، بعد سنوات عجاف أعقبت 25 يناير، استنزفت طاقات البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة