ما بال هذا الوطن ينقلنا من حالة جهالة ولخبطة لحالة أخرى من الجهالة واللخبطة، وهكذا دواليك، وكأنه مكتوب على أغلب من يعيش على هذه الأرض أن يظل يسأل «هو حد فاهم حاجة؟»، ولا يبقى لنا إلا السخرية أو الانكماش على أنفسنا وهمومنا الخاصة والانسحاب من كل شأن عام.
جاء صفر مريم وحكايات الثانوية العامة ومخازى الكنترول، وانطلقت الحكايات وبرامج المساء والسهرة واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى، وردت الوزارة، وردت مريم، وردت النيابة، ثم ردت مريم، وهكذا، وحتى الآن حد فاهم حاجة؟
جاءت الوزارة وها هى تذهب الوزارة وعلى رؤوس أغلب أعضائها حكايات ترتبط بقضايا فساد بعد ثورتين على فساد لم تمر عليهما سنوات تكفيها أصابع يد واحدة، وجاء رئيس وزراء جديد وهناك قديم لتسيير الأعمال ولا نحن فهمنا لماذا رحل السابق وما هى مواصفات الحالى التى ستدفع بالمراكب الراسية للسير، صحيح أن هناك وزيرا سابقا وآخر لاحقا فى السجن حاليًا، ولكن هل هذا يكفى كى لا يردد أغلبنا سؤال «هو حد فاهم حاجة؟».
جمعنا البورسعيدى والسيناوى وأخونا من الجيزة وابن عمنا من سوهاج وخالنا من أسوان وعمنا من إسكندرية، وأقمنا ما قالوا عليه عرس ديمقراطى لنقول رأينا فى الدستور ونقول نعم أو حتى نعمين، لكى تسير المراكب الراسية، وقالوا لنا إن هذا الدستور تم تعديله وتظبيطه لكى يناسب حق كل الشعب لا حق جماعة بعينها، ثم ها هى الأصوات ترتفع لكى تطالب بتعديل الدستور اللى طلبوا منا أن نقول عليه نعم فقلنا نعمين، ألم تكن هذه الأصوات ذاتها هى التى قالت إن هذا هو أعظم دستور واحتفت بمن سطروا حروفه واعتبرتهم أبطال الوطن يستحقون النياشين والأوسمة، فهل فى حد فاهم حاجة؟
بدأت بمريم وصفرها الشهير، ثم انتقلت لتغيير وزارى، ثم أخيرا مطالبة بتغيير الدستور، أى أنى بدأت بالصفر وانتهيت كما بدأت بصفر، لأن غالبا مفيش حد فاهم حاجة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد هانى محسن
السيدة الجليلة حنان شومان
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد فهمان
أنا فاهم كل حاجة .. وبدون أى فلسفة !!
عدد الردود 0
بواسطة:
shawkat
اشمعنى الامثله دى ؟؟