محمد خالد السباعى يكتب: أمنية

الإثنين، 31 أغسطس 2015 10:21 ص
محمد خالد السباعى يكتب: أمنية صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ويا ليت الكون يخلو من كل من لا يشبهنى، يختلف معى فى الرأى، ويفكر بطريقة غريبة فى نظرى اراها متخلفة بعض الشىء"، كانت هذه أخر أمنية طلبتها قبل أن اريح رأسى على الوسادة الصغيرة بعد نقاش دام ساعات مع مجموعة من الحمقى كما وصفتهم قبل مغادرتى المكان، يجب أن أنام فى محاولة منى للبعد ونسيان كل هذه العقليات المتخلفة عديمة النفع.

التاسعة صباحا، لا يهم فالوقت كله سواء بالنسبة الى، فأنا لا أخرج عادة، استمر فى احتضان كتبى وملاطفة الكمان ومشاهدة بعض الافلام ولكن اليوم مختلف، فالهدوء اكثر من اللازم، لا أسمع صراخ الباعة فى الشارع كما انى لم استيقظ اليوم على صوت نساء يتشاجرن على بضع نقاط من الماء قد سقطت على بعض الملابس التى يدعين انها نظيفة، ولم يرن هاتفى أو ينبهنى حتى برسالة قد أتت كعادة كل صباح من البعض، يحدث شيئا غريبا لا يمكننى معرفته إلا إذا ترجلت لأسفل فى الشارع لأرى ماذا يحدث.

ارتديت أول ما التقته يدى من الخزانة لأننى بالفعل يقتلنى الشوق لأعرف أين ذهب الخلق، الشارع خالى من الناس، أين هم؟ كيف للناس أن تترك كل ما تملك هكذا، السيارات خاوية، الدكاكين على مصرعيها بدون مسئول، ماذا حدث ؟ أوباء انتشر بين الخلق فاُبيدوا جميعا ؟ ولكن لو ذلك لظهرت جثامينهم؟، اسافروا جميعا؟... تبا، أنها الأمنية.. لقد تمنيت ذلك البارحة بعد النقاش الحاد مع بعض الاشخاص ولكن لما أنا مستاء؟ لقدأاردت ذلك وقد تحقق، بوسعى الآن أن افعل ما اريد وان افكر كيفما اشاء ولكن أكل البشر اغبياء ؟؟، ويحى.. لقد تمنيت أن يختفى كل من لا يشبهنى، كل من يخالفنى وبالطبع كل البشر مختلفون فهذه هى طبيعتهم، لا يهم.

بعد ساعات من التجول وانا اشاهد الكون مكان افضل بدون بشر، أحقا ما ارى ؟؟ شخص تبقى على الارض، بالفعل لم يكن كل البشر اغبياء، الان وجدت من يشبهنى وأيضا له عقلية ذكية، والأجمل أنها فتاة.

اقتربت وسألت عن سبب كل هذا، فاخبرتها عن الامنية واننا من يستحق البقاء، فتبسمت فسألتها لما ؟ فردت: "لأنى طلبت هذا ايضا ويكمن هنا سر بقائى معك حتى الان "، لا يهم، المهم انى وجدت شخصا يشبهنى وعالى الذكاء وهذا ما اردت، ولكن اردت أن اكمل طريقى معها ولكنها لم تتحرك، فتساءلت عن السبب وبدأ الهجوم كالآتى: " بعد طلبى هذا ظننت انى اكثر الاشخاص انانية وتسلط وسخط على اراء البشر ولكن عند مقابلتك ورؤيتى كم انت سعيد بذلك ظهر بالفعل انك رائد فى كل هذه الاشياء، من مكننا أن نحكم على رأى الناس، هل لقرائتك لبعض الكتب او مشاهدة شئ ما جعلك اكثر الاشخاص رصانة، اظنك وكما اخبرتنى أنك وصفت البعض بالتخلف لمجرد أن رأيهم عارض رأيك، اعد النظر فالتخلف يكمن فى الحجر والتسلط على رأى البشر. اتمنى أن تعود لحظة واحدة قبل أن اتمنى ذلك.. يا ليت هذا يحدث"، وتحركت بعيدا حتى اختفت، وما كان لى سوى أن افكر فيما تمنيت، عجزت أن اصل الا اننى شخص فاشل، رفض عدم وجود البشر بدلا من الاقتراب من رأيهم، فلكل منا عقله وتفكيره وكلما زادت قدرتك على استعاب عقول الاخرين وفهمها اضفت لذاتك فكرة مختلفة لأنه وببساطة "اختلافنا رحمة".

التاسعة صباحا، صوت نساء وباعة جائلين، اكان حلم ؟،لا يهم، ولكن ما يهم انهم هنا وما زالوا يتكلمون ويختلفون.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة