القسم هدفه متابعة المشاكل التى تواجه المجتمع ودراستها
البداية كانت مع الدكتور صلاح محمود رئيس القسم حيث قال إن القسم هدفه الرئيسى متابعة المشاكل التى تواجه المجتمع ودراستها مثل تحسين إنتاج اللحوم والألبان فى حيوانات المزرعة، بالإضافة لعمل بصمة وراثية لجميع أنواع اللحوم والألبان، تجنبا للغش التجارى وإيجاد مواد فعالة من المنتجات الزراعية ضد السرطان، خاصة سرطان الثدى وفحص مرضى فيروس الكبد الوبائى "B " عن طريق تقنية الوراثة الجزيئية.
وأضاف محمود، أن القسم على الرغم من حالته الحالية تمكن من الوصول لطريقة لتشخيص المرض من خلال أخذ العينة من المريض وفحصها لمعرفة أى مرض هو مصاب به فيروس "C " أو "B " وإذا كان "B " فأى نوع أو سلالة منه.
وأوضح أنه يتم تجريب الحيوانات من خلال الحامض النووى للحيوانات، وتتم دراسة المادة الوراثية لتحديد الفارق بين الحيوانات أصحاب الإنتاج العالى والإنتاج المنخفض، حيث يوجد مادة دالة على ذلك بالحيوان، وهذا البرنامج يتم بالتعاون بين وزارة الزراعة والبحث العلمى.
وأشار إلى أنه من المقرر أن يكون عمل القسم أيضا إجراء تجارب بمزارع كبرى لاختيار حيوانات من المزرعة تكون نواة للتربية، موضحا أن المدينة نشرت بعض الأبحاث والرسائل العلمية المتعلقة بتجارب الجاموس، ووجدت أن الحيوانات صاحبة الإنتاج المرتفع من اللحوم والألبان والأكثر خصوبة مرتبطة ببعض العوامل الوراثية التى تساعد على الانتخاب لتحسين هذه الصفة.
وأوضح أن القسم يمكنه أيضا تحديد البصمة للألبان واللحوم مثل مشكلة مزرعة الحمير بالفيوم، حيث إنه عن طريق الوراثة الجزيئية يمكن أن يحدد نوع اللحوم أن كل نوع من أنواع لحوم الحيوانات والألبان، نظرا لأن الحيوانات كالحصان والحمار والقطط والكلاب والخنازير كل له بصمة وراثية خاصة.
تجارب المدينة تمكنت من اكتشاف نوعية لحوم الحمير والكلاب بعد فرمها أو طبخها وخلطها
وأوضح أن القسم تمكن من قبل أيضا من اكتشاف نوعية هذه اللحوم حتى بعد فرمها وتحويلها لسجق أو حواوشى وغيرها أو طبخها وخلطها بمواد أخرى، حيث تمكن من التعرف على نوعها من 1. 0 من الجرام و100 ميكرو لتر من الألبان بواسطة عزل المادة الوراثية والتعرف على نوعية اللحوم والألبان، وهو ما لا يستطيع الطبيب البطرى التعرف عليه لا سيما لو كانت مطبوخة أو مهروسة أو مخلوطة بمواد أخرى.
وأنهى الدكتور صلاح حديثه قائلا "للأسف تم إيقاف عدد كبير من الأجهزة خاصة التى تعمل فى درجة لا تزيد عن 25 درجة مئوية مثل جهاز تحليل الأحماض الأمينية بسبب تعطل التكييفات وتجاربنا متعطلة بعض الشىء".
العبارة التى ختم بها الدكتور صلاح حديثه أعطت دفعة للدكتورة أمانى سعد الباحثة بالمدينة للتحدث عن معاناتها، حيث قالت "نعمل على مركبات تتعلق بالأحماض النووية حساسة جدا، ويجب ألا يتم فتح النوافذ حتى لا تتأثر المواد المفحوصة بالهواء وتصير غير نقية لكن للأسف الأبواب والشبابيك مفتوحة باستمرار بسبب تعطل التكييفات".
الأجهزة بالمدينة مصنعة لتعمل فى درجة حرارة 20 درجة مئوية
وأضافت دكتورة أمانى سعد "الأجهزة التى نستخدمها مصنعة لتعمل فى درجة حرارة 20 درجة مئوية، وإذا قمنا بتشغيلها فى درجة حرارة أعلى فهذا يعد حملا زائدا عليها ويؤدى لتعطلها، بالإضافة إلى أن هناك العديد من الفريزارات والثلاجات التى توضع بها المركبات تعطلت.
وتابعت أجرينا تجارب وصلت لمراحل متقدمة وللأسف فقدناها بسبب تعطل التكييفات، قائلة "أن تربى حيوانا منذ صغره وتحقنه كل هذا مكلف جدا، ثم تجميع العينات منه طوال مراحل نموه وتستمر التجربة لمدة عام ويذبح الحيوان بعد التقدم فى التجارب ثم تفاجأ بفساد كل العينات وتضطر لإعادة التجربة من جديد فهذا مؤسف جدا"، مضيفة "هناك عينات يصعب الحصول عليها مرة أخرى من المرضى حيث إن تكوين عدد كبير من المرضى وكل مريض له تاريخ مرضى وحالة مرضية معينة والبحث عن هذه الأشياء مرة أخرى صعب جدا".
التقطت أطراف الحديث الدكتورة آيات المغربى باحثة بالقسم أيضا قائلة "الدكتورة "حليمة" أجرت تجارب فى مشروع مهم جدا ووصلت لمرحلة متقدمة جدا وضاع كل شىء وفسدت تجاربها بسبب انقطاع التيار الكهربائى عن الثلاجات".
وأضافت "أتحايل على اساتذة الأقسام الأخرى كى أضع مواد تجاربى فى ثلاجاتهم أنا وزملائى لكن للأسف لا نجد مكانا لأن الجميع يجرى تجارب عدة والثلاجات قليلة نظرا لزيادة العطلان منها".
وتابعت "التكييف هنا معطل منذ 3 سنوات وهناك العديد من المناقصات لإصلاحه لكننا لا نعرف لماذا لم يتم إصلاحه، وجهازى الذى أعمل عليه الآن "بايظ" ولا أعرف متى سيتم إصلاحه ومشكلتنا عدم وجود عقود صيانة للأجهزة".
أما عن المواد التى تستخدم فى التجارب من كيماويات وغيرها فقالت المغربى، "المدينة توفر لنا أردأ أنواع الكيماويات التى تجرى عليها التجارب وفى بعض الأحيان يتوقف عملى بسبب احتياجى لكيماويات تحصل عليها المدينة من خلال مناقصة، ومن الممكن أن تتضمن المناقصة متطلباتى من كيماويات أو لا.
انعدام التدريب الخارجى
عاودت الدكتورة أمانى سعد الحديث مرة أخرى قائلة "لا نتدرب بالخارج كى نكتسب خبرات خاصة على حساب المدينة ونحصل على التدريب على تكلفتنا الخاصة ونقوم بعمل ورش عمل وندوات وسيمنرات بحهود ذاتية والمدينة تهتم بتدريب أفراد الكادر الإدارى أكثر منا على الرغم من أننا نحن الأكثر احتياجا ولا يحق لنا أن نتحدث فى هذا الشأن فلماذا؟؟؟؟.
وأضافت: أن من بين الأشياء المشينة والخطرة جدا دخول الذباب للمعمل، حيث إنه من المفروض عدم دخوله لسببين رئيسيين، أولها أنه يمكن أن يفسد التجارب والثانى أنه من الممكن أن ينقل فيروسات أو مواد سامة من مواد التجارب التى نجريها إلى المواطنين بالخارج وهذه الكارثة الأكبر.
وتوقفت الدكتورة أمانى عن الحديث وتحدثت الدكتورة آيات من جديد، مشيرة إلى أن جهاز ملفوف فى كيس بلاستيك بالمعمل قائلة هذا الجهاز ثمنه 600 ألف جنيه ولم يعمل منذ عام بسبب التكييف، ولأن الكيماويات اللازمة لتشغيله ثمنها 56 ألف جنيه وحينما أعطتنا الشركة المصنعة له الكيماويات كدعم للبحث العلمى لم نقم بتشغيله أيضا كى لا نخسره، وقام رئيس القسم بكتابة مذكرة إننا لن نقوم بتشغيله إلا حينما تقل درجة الحرارة عن 25 درجة مئوية، حيث إنه يجب أن يعمل لمدة 8 ساعات متواصلة كى يعطى نتيجة للتجارب التى ستجرى عليه وهذه فترة طويلة جدا وخطرة على الجهاز".
و أضافت أن جهاز تحليل الأحماض الأمينية والذى يستخدم لتحديد نسبة الأحماض الأمينية مثل العصائر الفاسدة والسمك أيضا وله استخدامات كثيرة فى مجال تحليل الأغذية تم شراؤه لمشروع محدد، لكنه لم يعمل حتى الآن وقام رئيس القسم وكتب على الجهاز "لا يعمل" حتى لا يقوم أحد بتشغيله لكننا نقوم بتشغيله حينما نضطر لذلك، ونكون حذرين جدا فى التعامل معه ونقوم بتسليط مروحتين تجاهه ونغلق جميع الأبواب لأن ثمنه عشرات الآلاف ونحن من سنجازى عليه.
وأنهت حديثها قائلة علينا تغيير كل شىء بالإضافة إلى القوانين والتشريعات فمدينة زويل للأبحاث العلمية لا تعمل مثلنا، ولو كنا فى مدينة زويل أو تحررنا فى عملنا هنا بهذه الأجهزة لحققنا إنجازات عظيمة لكن للأسف هم أفضل منا.
فى آخر غرفة من الغرف الثلاثة بالمعمل وجدنا الدكتور حسام أحمد أحد الباحثين أيضا جالسا على كرسيه يتصفح هاتفه، وبالطو التجارب الخاص به ملقى على كرس آخر فحدثناه عن تجاربه الحالية فرد بكل حزن "أعمل حاليا فى وحدة والجهاز الخاص بها تعطل نهائيا ويحتاج 90 ألف جنيه كى يتم إصلاحه وننتظر الميزانية الجديدة للمدينة وهذا بسبب التشريعات والقوانين.
باحثة تضظر لتشغيل جهاز ممنوع تشغيله
الدكتورة منى مخيمر حسن تعانى من نفس المشاكل تقريبا حيث قالت أعمل على تلوث الأغذية، حيث أقوم بعزل البكتريا من الأغذية ويتم نزع الـDNA" منها ويتم وضع مادة كالجيل عليه للتعرف على النتيجة وتوقفت وسأضطر لتشغيل جهاز ممنوع تشغيله إلا فى درجة حرارة 25 درجة، لكننى سأضطر لذلك وسأضع مروحتين تجاهه، مضيفة أنها وزعت هى الأخرى مقتنياتها على ثلاجات الأقسام الأخرى مثل قسم الأراضى القاحلة وغيرها.
وأضافت بعدما أنتهى الآن من تجربتى سيكون هناك خطوة أخرى وهى تشغيل أحد أجهزة "PCR " ووضع مادة بداخله، وتكبير جين معين داخل هذا الجهاز فهناك مواد سيتم شراؤها بـ600 جنيه، وأخرى بـ300 جنيه وأخرى بـ500 وهذه فقط لإجراء التفاعل، وسأقوم بشرائها على نفقتى الخاصة".
وتابعت أحيانا نبدأ فى تجارب بحثية لجهات أخرى لكن توقفنا بسبب الأجهزة ما يجعل باقى الجهات تسبقنا.
الباحثون يهرولون من المدينة بعد علمهم بوصول أتوبيس المغادرة
قطع الحديث دقات الساعة بعدما وصلت الثالثة مساء حيث موعد انتهاء العمل فنظر الأساتذة إلى بعضهم البعض قائلين "يلا يا جماعة أتوبيسات المدنية وصلت"، فبدأ الجميع فى جمع مقتنياته مسرعا وأغلقت أبواب المعامل فقط وتركت النوافذ نصف مغلقة.
من ناحية أخرى أكد عدد من الباحثين أن كبار الأساتذة يقومون بشراء تكييفات على نفقتهم الخاصة، ويضعونها بمكاتبهم هربا من ارتفاع درجة الحرارة كى يعملون فى مناخ مناسب قائلين "هما مستريحين وإحنا مفرهدين"، وهو ما تأكد منه "اليوم السابع"، خلال جولتها داخل المدينة.
ومن جانبه قال الدكتور عصام خميس رئيس المدينة إن آخر مناقصة نظمتها المدينة لإصلاح التكييفات فازت بها شركة "فالكون"، ويتم الآن استيراد كل ضروريات إصلاح التكييفات بالمدينة، وقبل نهاية الشهر الجارى سيتم البدء فى أعمال صيانة وإصلاح التكييفات بالمدينة بالكامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة