أرسلت (م) إلى افتح قلبك تقول:
أنا زوجة شابة عمرى 25 سنة، تزوجت عن حب، فزوجى كان زميلى فى الكلية، كنت أحلم بزواجنا ظنًا منى بأن حياتنا ستكون أسعد حياة فى الدنيا.. لكنى كنت مخطئة بكل أسف، زوجى يعمل فى عمله الخاص، لهذا فهو دائمًا بالخارج، ليس له مواعيد أو نظام، تقبلت هذا لأنه (أكل عيشه) وليس لى أن أعترض، لكنى أصبحت أتضرر جدًا بعد أن أصبح العادى منه أن يعود للبيت قرابة الفجر كل يوم تقريبًا، وعندما أسأله يقول لى إنه كان فى شغل، طبعًا لم أكن أصدق، وشككت أن فى الأمر امرأة أخرى، فظللت أبحث حتى تأكدت من كذب ظنى، ولكنى لم أتحمل بالرغم من هذا، وطلبت منه إما أن يخبرنى بأين يذهب كل ليلة وإما سأترك له البيت، فاعترف لى أنه يذهب هو وأصحابه ليرتاحوا قليلاً من عناء العمل اليومى فى مكان (يحششوا) فيه و(يفكوا عن نفسهم شوية) !!!...صدمت فيه بشدة، وخاصمته لفترة طويلة، ولكنى لم أخبر أحدًا من العائلة لأنهم لم يكونوا مرحبين به من البداية، فابتلعت صدمتى وقررت أن أحاول الإصلاح بمفردى.
اعتذر لى ووعدنى أن هذا لن يتكرر، وأنه أمر تافه لا يستحق كل هذا الغضب، وبرر ذلك بأن الحشيش لا يسبب الإدمان، وأن (نص البلد بتحشش) على حد قوله، لم أقتنع ولكنى قررت منحه فرصة، لكنه لم ينفذ وعده بالطبع، بل وحدث أن وجدت بنفسى فى جيبه ما يثبت لى أنه لم يقلع بالرغم من قسمه المتكرر لى، أنه لم يعد.. منحته فرصة ثالثة ورابعة وخامسة، لكن شيئًا لم يتغير.. هذه أول مشكلة.
أما المشكلة الثانية أننا اكتشفنا بعد أن تأخر الحمل أن زوجى لديه مشكلة تحتاج إلى إجراء عملية جراحية بسيطة، وهذه ليست المشكلة، بل المشكلة أن زوجى العزيز يماطل فى أمر العملية تلك بشدة منذ 6 شهور تقريبًا، رغم تأكيد أكثر من طبيب أن الأمر معتاد وبسيط ونسبة نجاحه عالية، وهذا بعد مماطلة وعناء سنة ونصف تقريبًا قبل ذلك حتى وافق على أن يذهب للطبيب أساسًا، ويقوم بإجراء التحاليل والفحوص اللازمة.
أرسل إليك لتخبرينى كيف أجعله يتخلص من المشكلة الأولى، وكيف أجعله يتحمس لإجراء العملية، فأنا أصبحت مشتاقة جدًا لوجود طفل فى حياتى.
وإليك أقول:
أتعرفين لماذا يقولون عن مرآة الحب أنها عمياء؟.. لأنها تجعل المحب لا يرى فى محبوبه عيبًا، بل وقد يرى نفسه هو المعيب وهو المسئول عن الخطأ بدلا منه، وهذا ما يحدث معك بالضبط.. من قال إنك تستطيعين جعله التوقف عن (الحشيش) أو عن أى شىء آخر سلبى؟، ومن قال لك أنك تستطيعين جعله إجراء العملية أو القيام بأى شىء آخر إيجابى؟.. لا أحد يملك تغيير فكر أحد إلا برغبته وبكامل إرادته، ولا أحد مسئول عن تصرفات آخر لا سلبية ولا إيجابية، والأولى لك أن تعيدي التفكير فى شخصية هذا الإنسان الذى ارتبطى به دون ترحيب أهلك، قبل أن تفكرى فى الإنجاب منه وجعل الرباط بينكما أبديًا.
صحيح أن (الحشيش) لا يسبب إدمانًا كباقى أنواع المخدرات، لكن هذا لا يضمن سهولة إقلاع زوجك عنه، لأنه يسبب مثله مثل أى عادة سلبية ما يسمى بـ(السلوك الإدماني)، أى أن الشخص يصبح معتادًا على فعل شىء معين فى توقيت معين مع أشخاص معينين طوال الوقت، بحيث يصبح السلوك فى حد ذاته إدمانًا بصرف النظر عن نوع المكيفات المستخدمة.
و المشكلة أن من يقع تحت رحمة هذا السلوك يكون قابلاً جدًا لإدمان أشياء أخرى لا يعرف مداها إلا الله، وحتى وإن كانت أشياء مباحة على فكرة، فهناك من يدمن العمل، وهناك من يدمن الأكل، وهناك من يدمن الشراء.. كلها صور من السلوك الإدمانى الذى يؤذى صاحبه وعائلته فى النهاية بكل تأكيد.
أضيفى إلى هذا ما بدا على زوجك من عدم تحمل المسئولية فى مسألة الإنجاب تلك، فبصرف النظر عن كونه هو السبب أو لا، كان عليه أن يهتم وأن يكون عاملاً مساعدًا لا مثبطًا لحل المشكلة، أما كون أن المشكلة عنده فهذا أدعى لأن يكون حريصًا على إصلاحها، خاصة إن كان ذلك متاحًا وسهلاً وآمنًا، أما ما حدث فهو أنه دخل معك فى لعبة مطاردة، تركضين خلفه فى كل خطوة حتى يقوم بها, وهذا أمر غير مبشر إطلاقًا، لأنه غالبًا سيكون هذا نهجه فى سائر أمور حياتكما.. لا يفعل شيئًا إلا إذا أجبرتيه، ولا يحرك ساكنًا إلا إذا كان مضطرًا.
سامحينى لو كان كلامى قاسيًا بعض الشىء لكنها الحقيقة التى لا بد وأن تريها بوضوح، فزوجك من المفترض أنه شخص ناضج، ومسئول عن نفسه أمام الناس وأمام اللـه لهذا عليه هو أن يقرر أن يصلح من نفسه وإلا لن تستطيعي أنت دائمًا القيام بدور المصلح فى حياته، فكرى جيدا قبل أى شىء.. هل ستستطيعين وتتحملين الحياة معه على هذا الوضع أم لا؟ ورأيى الشخصى أنه ربما أمهلك الله الفرصة لإعادة التفكير فى هذا الشخص بتأخر الحمل، فلا تسعى لإنجاب طفل قبل أن تحبي أن يكون زوجك أبًا له...فهمتينى؟.
الصفحة الرسمية للدكتورة هبه يس على الفيس بوك: Dr . Heba Yassin
هبة يس
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة