عندما يكتب المؤرخون رؤيتهم لثورات المنطقة العربية، فيما اصطلح على تسميته بالربيع العربى.. سيسجلون أن الشعوب امتلكت إرادة للتغيير، وأن النخب تلاعبت بالشعوب بقدر ما تلاعبت بها الأنظمة المتساقطة واحدا بعد الآخر!!
اجتهدت ساخرا من النخبة واصفا إياها «بحضرات السادة ضباط الثقافة» وصدر كتابى «جنرالات الثقافة» قبل تلك الثورات بسنوات.. وتركت اجتهادى فى ذمة من يقرأ.. وعفوا إن كنت أعود للماضى بعد طرح تصورى للمستقبل فيما سيراه المؤرخون.. لكن هدفى يختلف عن سذاجة استعراض الرؤية أو تسجيل تفاخر بما سبق أن سجلته مكتوبا فى مقالات الرأى.
الحكاية التى تستوجب التوقف عندها، هى خطاب الرئيس «عبد الفتاح السيسى» فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة رقم «18» حين تحدث رادعا- بأدب وحسم- الذين يدعون أنهم نخبة وهم «نكبة الأمة» ليقول: «نحن لدينا رؤية» وكانت المرة الأولى التى يقول فيها ذلك.. وظنى أنه يقصد تصويب اتجاه «الكلامنجية» الذين سخر منهم عمنا «أحمد فؤاد نجم» فى قصيدة وصف خلالها: «الثورى.. النورى.. الكلامنجى.. هلاب الدين.. الشفطنجى.. قاعد فى الصف.. الأكلانجى.. شكلاتة وكرملة.. حلاولة يا حلاولة.. يا خسارة يا حول الله».
فالذين انتقدوا مشروع قناة السويس الجديدة، انكشفوا أمام الدنيا.. والذين يزايدون على الحكومة فى قانون الخدمة المدنية أكدوا انتهازيتهم، وأنهم يمارسون تجارة رخيصة هدفها تضليل الحكومة واللعب بالشعب.. والذين راهنوا على العمالة للخارج يجب أن يتأكدوا من أن الخيانة لا يمكن أن تكون وجهة نظر.. والذين يعتقدون أن السياسة كلام ومحلات لبيع الأوهام، بارت تجارتهم.. لأن الحقائق يمكن أن تتعرض للاغتيال.. لكنها لا تموت.. هكذا فهمت وراهنت على الرئيس «عبدالفتاح السيسى» باعتباره زاهدا فى مقعد المسؤولية، وعينه على التاريخ!!
لذلك اختار طريق الصدق والأمانة والإرادة، فوضع نفسه أمام التحديات الخطيرة وشديدة الوعورة.. وكلما عبر حاجزا تساقطت على جانبى طريقه أوراق النخبة التى هى سبب «نكبة الأمة» وأولئك كانوا سبب حرق العراق وسوريا وليبيا واليمن.. وفشلوا فى مصر التى تملك ما لا يملكه الآخرون، متمثلا فى القوات المسلحة التى تبنى وتحمل السلاح.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة