شيكابالا ينطبق عليه المثل الذى يقول «من فات داره اتقل مقداره»، ولعله يعيش الآن لحظات ندم، وهو يرى فريقه يحقق الانتصارات ويسعد جمهوره، وهو العاشق للزمالك يكتفى بالجلوس فى مقاعد المتفرجين، حزينا على موهبته الفذة التى يضيعها بيديه، وبعد أن كانت الأندية تتسابق للفوز بخدماته، أصبح على قوائم انتظار الفرج من ناديه البرتغالى، ليبدأ من جديد رحلة صعبة وقاسية لاستعادة النجومية، لعل وعسى يستطيع العودة للزمالك، بعد رحيل فيريرا الذى يكرهه لصحيفة سوابقه، وقالها بملء الفم «يا أنا يا شيكابالا»، وكان من الضرورى الانصياع لإرادته، لأنه أعاد مدرسة الفن والهندسة، وخلق فريقا منضبطا ويقدم كرة جميلة.
اعتقد أن شيكابالا استوعب الدرس المرير، بعد هجرات ثلاث فاشلة إلى أندية باوك اليونانى والوصل الإماراتى وسبورتنج لشبونة البرتغالى، والأندية الثلاث قالت له «حقى برقبتى مع السلامة» وأتذكر أنه أشعل معركة حامية، حين رفض الزمالك منحه الاستغناء للسفر إلى البرتغال، وهدد وتوعد وقال «حسبى الله ونعم الوكيل» رغم أن عقده فى ميت عقبة كان الأكبر وبالملايين، وكم عانى الزمالك وتعذبت جماهيره من المعلمين، وحين كان يلعب له شيكا وعمرو زكى وميدو، كان ملطشة وفاقدا للروح والعزيمة ومدمنا للهزائم، وخاصمته البطولات والانتصارات.
الزمالك الآن مختلف، بإدارة قوية وناجحة وتوفر «لبن العصفور»، ومدير فنى «كِشر» وعنيد وشخصيته قوية، ويستطيع السيطرة على النجوم وكبح انفلاتهم، وزود المستشار مرتضى منصور الفريق بمجموعة من اللاعبين الموهوبين، أيمن حفنى ومصطفى فتحى وكهربا ومحمد إبراهيم بحانب حازم إمام وعمر جابر، ومجموعة أخرى من المنضبطين على جبر وكوفى وإبراهيم صلاح ومعروف وباسم مرسى، وحراس على مستوى عال، وصفقات جديدة ستجعل الدكة نارا والمنافسة على أشدها، بما يعنى أن شيكابالا عليه أن يحفر بأظافره فى الصخر، حتى يجد مكانا فى التشكيلة إذا عاد إليها، والجمهور لا يهمه «أن يكون القط أبيض أو أسود بل يصيد الفأر»، وبعد أن ذاق حلاوة الانتصارات، لن يقبل العودة للسنوات العجاف، وزمن النجوم المدللة التى تحصد الأموال دون أن تحقق البطولات.. أتمنى من قلبى كزملكاوى عودة شيكابالا الساحر، وليس المشاغب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة