بين الراقصات والسجون قصص وتاريخ طويل، ولكن تختلف فيه الأسباب والمعطيات، فقبل سنوات طويلة حينما كان الفن "جميلا" كانت قصص الراقصات مع السجون مرتبطة بنضالهن ضد الاحتلال أو أفكارهن السياسية المختلفة ومحاولتهن الانتصار لها، واليوم فى زمن تحول فيه فن الرقص لفن "الهلس الجميل" أصبحت قضايا سجن الراقصات تلحقها تهم نشر الرذيلة والفجور أو إهانة العلم وحتى سرقة الأطفال.
فى أربعينيات القرن الماضى، قضت الراقصة حكمت فهمى، عامين ونصف خلف القضبان بعد تعاون خطير مع الألمان ضد الاحتلال البريطانى لمصر خلال ذلك الوقت، وكانت "فهمى" تستغل شبكة علاقاتها مع ضباط القوات البريطانية الذين كانوا يترددون على الملهى الذى ترقص فيه لتجمع معلومات غاية فى الأهمية عن الإنجليز وتقدمها للألمان.
ضمن المعلومات التى كشفتها "فهمى" للألمان، والتى كان من أهم أهدافها تخليص مصر، هى مواقع جيوش الحلفاء، وتواجد الجيش البريطانى فى منطقة العلمين، وهى معلومة لم تكن لدى "رومل"، وكان ذلك التعاون كفيل بوضع الراقصة المصرية فى السجن الذى لم تخرج منه سوى بدفعها رشوة مقدارها "200" جنيه، وخلال تلك الفترة احتلت قصتها رؤوس الصحف العالمية أثناء الحرب العالمية الثانية، كما ربطت فهمى خلال رحلتها وتجسسها علاقة بالرئيس السابق محمد أنور السادات والذى كان ضابطا فى ذلك الوقت وتعاون معها بسبب كرهه للإنجليز.
بعدها جاءت الراقصة الشهيرة تحية كاريوكا، صاحبة التاريخ السياسى والنضالى البارز، الذى انتهى بدخولها السجن على خلفية انضمامها لصفوف المعارضة بعد قيام ثورة يوليو، حيث وزعت قرابة الـ150 ألف منشور يحملون عبارة "ذهب فاروق وجاء فواريق"، وانضمت لحركة "حدتو"، التى كانت تطالب بالديمقراطية، لتقضى شهورا فى السجن بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم، وأثناء تواجدها فى السجن شكلت قيادة وكان لها أسم حركى هو "عباس"، وقادت المظاهرات لتحسين معاملة المسجونات، قبل أن تخرج بعد تبرئتها وتسافر إلى بيروت.
تمر السنوات ويتغير حال الفن ومعه حال الراقصات وحتى أسباب دخولهن للسجون، وعلى طول السنوات الأخيرة تحولت أسباب دخول الراقصات للسجون إلى اتهامات مثل نشر الفجور والرذيلة والتحريض على الفسق وغيرها من التهم الأخلاقية.
وتعد واحدة من أشهر القضايا خلال الفترة الأخيرة هى الحكم على الراقصة صافيناز بالسجن 6 أشهر، وكفالة 10 آلاف جنيه بتهمة إهانة العلم المصرى.
بينما تأتى الراقصة شمس كصاحبة أكبر حكم بالسجن على راقصة، حيث حكم عليها بالسجن لعشر سنوات على خلفية اتهامها باختطاف طفلة من دار أيتام بمدينة نصر، حيث كانت "شمس" تكفل طفلة فى دار الأيتام، وحينما طالبت بتبنيها رفضت الدار وفقا للقانون الذى يمنع تبنى راقصة لطفلة، فقامت بأخذ الطفلة ورفضت إعادتها للدار التى صعدت الأمر للقضاء.
رضا الفولى وشاكيرا وبرديس، هن أصحاب الأسماء الأخيرة التى انتقلت من عالم الرقص إلى عالم السجن، والتهم تقريبا واحدة وهى التحريض على الفسق ونشر الرزيلة والفعل الفاضح وصناعة فيديو خادش، واللافت أن الثلاثة وضعن فى سجن واحد هو سجن النساء بالقناطر، ودارت بينهن أحاديث وصلت إلى حد المشادات الكلامية، كما استقبلت السجينات الراقصات بأغانى مثل يا واد يا تقيل التى غنتها برديس، وأغنية الفلفل والكمون اللتى قدمتها الراقصة شاكيرا.
ومن الرقص ما حبس
كاريوكا وحكمت فهمى اتحبسوا عشان مصر.. وصافينار وشاكيرا وبرديس عشان "القباحة"
الأربعاء، 12 أغسطس 2015 10:07 م
تحية كاريوكا
كتب حسن مجدى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة