أيمن عيسى

"عرايا" المحافظ

الأربعاء، 12 أغسطس 2015 08:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الأمور التى تكاد تذهب بالعقل محاولة فهم تصرفات السادة المحافظين فى مصر، أو التفكير فى مناقشتهم عن مفهومهم لمهامهم فى هذا المنصب الرفيع، ذلك أن ما نراه من بعضهم يوحى لنا كما لو أنهم جاءوا للكرسى كمرحلة استجمام أو تكريم فى وظيفة ترفيهية بعد تاريخ من الجهد.

وبمقارنة سريعة وضرورية بين نشاط رئيس الحكومة وحتى بعض وزرائها ونشاط المحافظين تكتشف حقيقة مفادها أن المحافظين لا يعملون ولا يتحركون، بل يكتفون فقط بالكلام ثم الكلام وحتى فيه يخطئون، ولنا فى محافظ "الصباع" المثل، وبعده محافظ الدقهلية الحالى الذى قال نصاً "أنا مش شغال عند المواطن ومش باخد مرتبى منه"!.

فرضية أن المحافظين يتخيلون أن موقعهم ترفيهى ومناصبهم شرفية لتكريمهم لم يكن سببها التكاسل الواضح، وعدم رؤية أى ترجمة لكلامهم المكرر، بل يمكنك إثبات صحة الفرضية بتحركات هؤلاء المسئولين العجيبة، فعندما تبتلى محافظة مثل بورسعيد بكل مشكلاتها المتراكمة، ومعاناة مواطنيها المستمرة بمحافظ يضرب عرض الحائط بكل ذلك ويقبل دعوة رجل أعمال يروج لسلسلة محلاته بفتيات شبه عاريات، وممثلات مغمورات، ويحضر هذا الحفل ويسلم صاحبات الإنجاز المجهول دروع تكريم فمن حقنا أن نسأل الرجل "أنت شغلتك على المدفع إيه؟"!.

نعم ابتلينا بمحافظين يجهلون دورهم وحساسية مناصبهم المتصلة مباشرة بهموم ومشاكل سكان الأقاليم البعيدين عن كل ضوء وكل ميزة وكل اهتمام، ونعم محافظ بورسعيد ارتكب خطيئة بحضور هذا الحفل، ليس فقط لأنه يتعلق بشركة خاصة، وليس فقط لصور الملابس التى لا تصح ولا تليق، ولكن لأن التصرف يفتح باب تساؤل عن إمكانيات الدولة المسخرة فى خدمة هولاء المسئولين، وكيفية استخدامها فى تحركات خاصة وجداً مثل الترويج لسلسلة محلات يمتلكها شخص، فسيادة المحافظ حضر بصفته الرسمية، وسيارة الدولة وباقى تكلفة تحركاته التى يتحملها كاهل الدولة، وليس حفلاً لصديق أو قريب حضره بغير الصفة الرسمية.

الظهور شبه العارى لبطلات التكريم غير المعروفات كان هو الآخر سبباً لسخط شعبى عارم من أبناء المحافظة، حيث دارت التساؤلات عن كيفية سماح رجل فى منصب رفيع لنفسه حضور حفل على هذا النحو، وبهذه الملابس التى تتناسب فقط مع حفلات راقصة وصاخبة، وليس فى مناسبة يحضرها محافظ للإقليم أياً كان مسماها.

حسنا فعل بعض مواطنى المحافظة عندما عرضوا صوراً لكثير من المشكلات التى تعانيها المحافظة وشوارعها ومرافقها، وتسبب معاناة مستمرة للمواطن، ومعها صور للحفل العارى الذى حضره المحافظ، للتأكيد أن المحافظ يعيش فى "وادى" بعيد عن هموم ومشاكل أبناء المحافظة، بينما يعانى الجميع من سوء شبكة الطرق، وتراكم القمامة، وتردى حالات المبانى الحكومية بالإقليم من حيث الشكل والمضمون، ومع كل هذه الكوارث يحضر المحافظ حفلاً لشركة خاصة برجل أعمال ويكرم ممثلات بملابس فاضحة.

ملف المحافظين فى منتهى الحساسية والأهمية، وبات فتحه ضرورة لابد منها، وأعتقد أنه ليس خفياً على وزير التنمية المحلية أو حتى رئيس الحكومة كم المشاكل التى فشل المحافظون فى حلها، وكم الكسل الذى يصيب معظم المحافظين، وعليه فلا بديل عن حركة محافظين جديدة، يأتى فيها من يفهم ويعى وظيفته جيداً، ومن ينجز شيئاً على الأرض، وليس من يتصور أنه جاء لقضاء أيامه الأخيرة فى هذا المنصب المهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة