لو تبرع ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، بعشرة جنيهات من جيبه الخاص لسداد ديون مصر، لاستحق الشكر والتقدير لأنه بدأ بنفسه، ولكن دعا حاملى شهادات قناة السويس أن «يتصدقوا بالعائد على الشعب المصرى والدولة المصرية» كنص تصريحه، على طريقة المثل البلدى القائل، «زغردى ياللى مش غرمانه»، وإذا كانت الصدقة هى ما يعطى تقربا لله ورجاء الثواب والمكافأة، فلا أدرى لمن يتقرب وهو يتصدق من مال غيره، ويطلق شعارات دينية لتحقيق مكاسب سياسية فى موسم الانتخابات، وكان أحرى به والسلفيين أن يكونوا قدوة، ويتبرعوا بالقليل من أموالهم الساخنة، بدلا من إنفاقها فى المفاسد الدنيوية والسياسة والانتخابات والدعاية والشو.
دعوة برهامى نوع من «مخاصمة الذوق» وإهانة المشاعر، صحيح أنه يجوز إعطاء الصدقة للغنى والفقير والكفار والمشركين والزوجة، ولا يعذب تاركها بعكس الزكاة، ولكن معناها الدارج فى الأذهان هو التسول، فلو أعطيت شخصا حرا مالا دون مقابل، يصرخ فى وجهك «انت هتتصدق عليا»، وعندنا صندوق اسمه «تحيا مصر» يفتح ذراعيه لمن يريد المساهمة فى سداد الديون، وتمويل المشروعات الخدمية فى المناطق الفقيرة، وكم يعانى الصندوق من بخل رجال الأعمال والأثرياء والقادرين، بمن فيهم أثرياء الدعوة، الذين لم يضبط أحد منهم متبرعا.
ألم يفكر برهامى فى أن دعوته يمكن أن تحدث نتيجة عكسية، فيقسم من كان يفكر أنه لن يتصدق بمليم واحد، عندا فى برهامى الذى اعتاد من فترة لأخرى أن يفجر فى وجوهنا فتاوى مفخخة، مثل إباحته لمعاشرة الزوجة المستحاضة، وتحريم تعليق صور ميكى ماوس وبطوط فى غرف نوم الأطفال، وأجاز أن يترك الزوج زوجته التى تتعرض للاغتصاب منعا لتهلكته، وحرم أكل الفسيخ والرنجة فى شم النسيم، وغيرها من الفتاوى التى وصفها العلماء بأنها فاسدة وشاذة، وتشيع الفوضى فى المجتمع، وتلهى الناس عن قضاياهم الرئيسية.. برهامى هو الذى أفتى بأنه من حق الزوجة أن تكذب على زوجها، من أجل التصويت فى الاستفتاء.. وياخوفى من دخوله مجلس النواب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة