براء الخطيب

حسن طاطاناكى وليبيا أولا ودائما «3»

الإثنين، 10 أغسطس 2015 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عن الإخوان المسلمين وخياناتهم فى ليبيا سوف أنقل ما كتبه حسن طاطاناكى: الإخوان المسلمون كانوا يدعون الوسطية والاعتدال، ولكنهم لم يمانعوا أو يترددوا فى التحالف مع التنظيمات الإرهابية، هذا التنظيم يمارس أبشع أشكال الميكافيلة وعلى رأسها استغلال العقيدة والقيم الإسلامية الخالدة لتحقيق أهداف سياسية زائلة، عندما فشل الإخوان المسلمون فى الانتخابات النيابية وخرجوا منها خالى الوفاض قرروا أن ينقلبوا على الشرعيّة باستخدام القوّة، أتاح الشعب الليبى للإخوان المسلمين فرصة العمل السياسى بشرف ولكنهم أبوا إلا أن يستهينوا بإرادة هذا الشعب.. بالخديعة والتزوير تارة، وبالانقلاب واستخدام القوة تارة أخرى، ليبيا الحرّة الآمنة ستكون بلداً يخلو من تنظيم الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معه، المجتمع الدولى ينظر إلى الإخوان المسلمين والتيارات الإسلاموية الأخرى بنظرة خاصة تختلف عن الليبيين، والمجتمعات العربية عموما، فالمجتمع الدولى يرى أن الإسلام المعتدل يتناسب تماماً مع المجتمع الليبى المحافظ الذى يمثّل فيه الإسلام نسبة 100%، كما أن الليبيين عبر تاريخهم لم يشهدوا نشأة وانتشار المتطرفين والمتشددين بينهم، هذا صحيح من الناحية النظرية، ولكن ما لا يقيم له المجتمع الدولى اعتبارا هو أن التجربة الليبية أثبتت مؤخرا أن الإسلامويين بمختلف أطيافهم أصبحوا كتلة واحدة تحكمها مصلحة واحدة، ولا فرق فى ذلك بين وسطى ومتطرف، فالإخوان المسلمون مثلاً- والذين كان تنظيمهم الدولى يدعى الوسطية والاعتدال- لم يمانعوا على الإطلاق من التحالف مع أنصار الشريعة، وهى تنظيم متطرف جرى تصنيفه محليا ودوليا على أنه تنظيم إرهابى يجب إيقافه والقضاء عليه، والإخوان المسلمون تركوا الحبل على الغارب لرجال «الحسبة» الذين أعلنوا ولاءهم لأمير داعش، وهم يجوبون الآن شوارع طرابلس ويقيمون ما يعتقدون أنه حدود الله، بينما هى حدودهم هم، ولا علاقة لها بالحدود الإسلامية التى لابد لها من آلية واضحة معروفة عند الناس، ولا بد لمن ينفّذها أن يستند إلى تكليف شرعى، وإلا اعتبر عمله انتهاكاً للحدود وإساءةً للعقيدة الإسلامية، والإخوان المسلمون مهّدوا ودعموا ميليشيات فجر ليبيا التى سيطرت على طرابلس ودمّرت مطارها العالمى، وأحرقت بيوت المواطنين العزّل وهم بداخلها، وهجّرت السكان، وأنشأت سجوناً موازية للدولة وهى سجون غير خاضعة للقانون وتضم الآن عشرات الآلاف من السجناء والأبرياء من مختلف الأعمار من الرجال والنساء، كان على الإخوان المسلمين الذين قدّموا أنفسهم فى البداية باعتبارهم حزبا سياسيا أن يلتزموا بالقواعد السياسية التى تفرض عليهم دخول المعترك الانتخابى والقبول بنتائجه دون اعتراض، فماذا فعلوا؟ عندما فشل الإخوان المسلمون فى الانتخابات النيابية، وخرجوا منها خالى الوفاض، قرروا أن ينقلبوا على الشرعيّة باستخدام القوّة، وهنا حرّكوا الدروع التى أرادوا أن تكون ذراعاً عسكرية لهم، وأعلنوا استمرار عمل المؤتمر العام الذى انتهى فعليا بمجرّد أن انتخب الليبيون مجلسا للنوّاب، ثم قاموا برعاية عملية قسورة التى اجتاحت المطار العالمى وقامت بحرقه وتدميره على يد ميليشيا فجر ليبيا، وسيطروا بقوة السلاح على المقرات الإدارية الحكومية فى العاصمة، وفرضوا سلطتهم على المصرف المركزى، وأخيراً لم يخفوا تحالفهم مع كل من يعارض مجلس النواب الشرعى أو يحارب الجيش الليبى.. مهما كان هؤلاء المتحالفون: قاعدة، داعش، أنصار.. إلخ، وذلك لغرض واحد فقط هو أن يسيطروا على الحكم فى ليبيا، لقد مارس الإخوان المسلمون فى ليبيا أبشع أشكال المكيافيلة وعلى رأسها استغلال العقيدة والقيم الإسلامية الخالدة لتحقيق أهدافهم السياسية الزائلة، وقد أوضحت التجربة القصيرة لهم فى ليبيا أخطاء عشرة ارتكبها هذا التنظيم، وهى أخطاء قاتلة بالنسبة لكل حزب سياسى، وسوف نعددها فيما بعد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة