انتقادات النشطاء الأقباط
وأثارت الواقعة ردود أفعال واسعة فى الأوساط القبطية، حيث انتقد نشطاء أقباط الدوافع التى جعلت مرقص يقبل على الرهبنة والسير فى الصحراء لمسافة كبيرة دون طعام أو شراب تشبها بقصص القديسين التى كان تعيش فى الصحارى والبرارى فى العصور القديمة.
مرقص شاب يبلغ من العمر 24 عاما شاب راودته فكرة الرهبنة وضع تحت الاختبار بدير الأنبا صموئيل بالمنيا، واختفى فى صحراء الدير، بعد أن قرر السير بمُفرده، لمسافة كبيرة كنوع من الاختلاء بنفسه والتأمل فى الله، دون طعام أو شراب، وكان يرتدى جلبابا بنى اللون، وهو الزى الذى يرتديه الرهبان تحت الاختبار الذين يطلبون العيش فى الدير مدى الحياة.
بولس حليم: طالب الرهبنة لا أحد يجبره على ذلك
وأكد القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن الشاب مرقص راهب عريس السماء.
وأضاف المتحدث باسم الكنيسة المصرية فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الخطاب الدينى المسيحى لا يدعو الشباب للرهبنة فكل شخص حر فى اختياراته، وطالب الرهبنة لا أحد يجبره على ذلك فهو من يختار ذلك الطريق بمحض إرادته، مشيرا إلى أن كل راهب فى الدير يكون تحت إشراف مرشد روحى وأب اعتراف ومسئول من رئيس الدير.
وكشف القس بولس حليم أن الشروط التى يجب توافرها فى طالب الرهبنة هى البتولية، وهى عدم الزواج والفقر الاختيارى وهى الزهد، وأن يكون حافظا لوصايا الكتاب المقدس فضلا عن شروط أخرى وهى أن يكون متزنا نفسيا ومثقفا دينيا وحاصلا على مؤهل عال ولا يكون وحيد والديه.
الخطاب الدينى المسيحى
ونفى المتحدث باسم الكنيسة أن يكون الخطاب الدينى قد دفع عددا من الشباب القبطى إلى الرهبنة، تماثلا بقصص القديسين والرهبان الذين كانوا يعيشون فى الصحارى والبرارى حاملين درع الإيمان بسبب منزلتهم الكبيرة عند الله، مشيرا إلى أن تلك القصص حقيقة وليس خيالية فالرهبنة موجودة منذ مئات السنين.
وأوضح أن الخطاب الدينى المسيحى أفرز شبابا وقفوا أمام كنيسة الأمير تادرس عقب حرقها فى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة بلافتات مكتوب عليها: "احنا بنحبكم.. احنا بنغفرلكم"، وهو خير دليل على قمة التسامح مع النفس والغير.
ناشط قبطى: سوء الحالة الاقتصادية سبب إقبال الشباب على الرهبنة
بينما قال الناشط القبطى جمال أسعد، إن الحالة الاقتصادية فى البلاد وعدم وجود فرص عمل دفعت الشباب قبطى إلى طلب الرهبنة فى الأديرة وليس تأثرا بالفكر الدينى المسيحى، مشيرا إلى أن الرهبنة فى العصور القديمة التى تشمل حياة التقشف والزهد، تختلف عن الرهبنة فى العصر الحالى، حيث تتمتع الرهبنة فى الوقت الحالى بكل وسائل الرفاهية من وسائل تكنولوجيا متوفرة فى "قلاية الراهب" وأجهزة تكييف وثلاجات.
وكشف جمال أسعد فى تصريحاته لـ"اليوم السابع" أن الشاب القبطى يجد فى الرهبنة طموحًا فى أن يصبح أسقفاً يكون له سلطة كنسية ومنصب كهنوتى، أو أن يصبح بطريركا فى المستقبل فضلا عن وضع اجتماعى جيد يعوضه عن عدم وجود فرصة عمل فى المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة