بلدنا مثل كثير من بلدان العالم المركزية مبتلاة بالمعارضجية الهلافيت الملعوب فى أدمغتهم بطريقة أو بأخرى، حتى يتحولوا إلى ذلك النوع النادر من الببغاوات السياسية التى ترطن بمجموعة «كلاشيهات» لزوم الأدوار المرسومة.. تسألنى، ماذا تقصد بالمعارضجية وما اختلافهم عن المعارضين السياسيين الطبيعيين خلقة ربنا، ولماذا تصفهم بالهلافيت وكيف تتهمهم بأنهم سلموا أدمغتهم لللاعبين فى العقول؟.
وأقول إن المعارضجية طيف واسع من الكلامنجية تجار الكلام، وهم سواء كانوا ناشطين حزبيا أو فيسبوكيا لا ينطلقون من قناعات واضحة يمكن التحاور حولها أو الاختلاف معها، لكنهم ينطلقون من منصات قصف العقول التى أسسها معاهد وخبراء أجانب مشهورون فى مصر لتخلق نوعا من الكائنات وظيفتها التشويه والطعن ونشر الطاقة السلبية وتثبيط الهمم وكسر حالة العزة الوطنية بالتيئيس المباشر وغير المباشر.
هؤلاء المعارضجية فى أفضل نماذجهم يجيدون ترتيب الكلام وفق مقدمات تبدو منطقية لينتهوا إلى نتيجة واحدة: أننا مقبلون فى مصر على أم الكوارث، وعلى انفجار شعبى لا يقل فى قوته وتأثيره عن الانفجار الكبير الذى تسبب فى نشأة مجرة درب التبانة والمجموعة الشمسية وكوكب الأرض الذى نعيش عليه، لكنك لو تمعنت فى كلامهم قليلا ستجد أنهم- فى أفضل نماذجهم- ينطلقون من مقدمات مزيفة متهافتة وباطلة كى يصلوا إلى النتائج التى يريدون الوصول إليها سلفا بهدف التشويه أو التثبيط أو تعكير الفرح
ومثال ذلك قياس بعض الهلافيت ما تحقق فى الدولة المصرية من إنجازات خلال العام الصعب المنصرم، على نموذج مثالى خيالى لتطور الأمور بعد ثورتين عظيمتين وكأن افتراضاتهم النظرية هذه لا تعرف معوقات على الأرض ولا جبهات مفتوحة ولا صراعا اقتصاديا مع قوى إقليمية ودولية ولا ضغوطا من دول معادية لا تريد للنموذج المصرى النجاح أو التكرار فى بلدان عربية أخرى. وبقدر عدم موضوعيتهم فى الأخذ بنسبة النجاح المتحقق قياسا على الأوضاع القائمة والتحديات الراهنة، بقدر تعسفهم فى البحث عن أحكام تؤكد وجهة نظرهم فى الزعم بفشل الإدارة الحالية وأنها ليست الأفضل الذى تنتظره البلاد.
هؤلاء المعارضجية الهلافيت يكشفون أنفسهم عندما يمارسون ألاعيبهم فى ظل إنجاز مبهر وكاشف مثل قناة السويس الجديدة، فتجدهم متخبطين لا يستطيعون بناء جملة محترمة يمكن التفكير فيها جديا، وينزلقون إلى نوع من الخطاب الاستعلائى الذى يحتقر فرحة وإيمان وتفاؤل المواطنين.. شغل هلافيت صحيح.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الرازق يوسف محمد رشدان
السب عيب