يجب أن نقف بكل قوة بجانب «رودى» لاعب ليوبار الكونغولى، بعد الحادث المأساوى الذى تعرض له فى مباراة فريقه مع الزمالك، رغم أنه أفسد فرحتنا بالفوز إنسانيا، كما أفسدها الأهلى كرويا، والسقطة التى تعرض لها نادرا ما تحدث فى ملاعب الكرة، وساعد على فداحتها حماس اللاعب الشديد فى اللحاق بالكرة قبل أحمد الشناوى، وقلة خبرته فى تفادى مثل هذه الألعاب، مع تأكيد أن الشناوى ليس له ذنب، وكان شجاعًا فى الخروج من مرماه لمنع هجمة خطيرة، وكل حراس المرمى يفعلون ذلك، لكن حظ هذا اللاعب الحزين، أن يطير فى الهواء ويسقط بكل وزنه على رأسه، ويتمدد على الأرض بين الحياة والموت.
حسنا فعل الزمالك بتحمل تكاليف علاجه، وقيام مسؤوليه ولاعبيه بزيارته، ولكن هذا غير كافٍ، ويجب أن تلتف حوله الجماهير بكل ألوانها، وتقوم بزيارته فى مستشفى القوات الجوية، وأن تحمل له الزهور والهدايا، وأن يشعر بأنه فى وطنه وبين أهله، لنخفف عنه الألم والحزن، وياحبذا لو فتح نادى الزمالك حسابا خاصا للتبرع لهذا اللاعب الشاب الذى فقد مستقبله وقد يعيش مشلولا مدى الحياة، وأن يشعر الكونغوليون أننا بلد راق ومتحضر، ولدى شعبنا أرفع درجات الشهامة والإنسانية، فالحادث وقع فى بلدنا، ورغم أنه قضاء وقدر، فإن مسؤوليتنا أن نعوضه عن شىء يهون معه المال، وأن نضرب المثل فى القارة السمراء.
أؤيد تماما الاقتراح بأن يكون الاهتمام على أعلى مستوى، من رئيس الجمهورية حتى المواطنين البسطاء، وأن تشارك الأندية وفى صدارتها النادى الأهلى فى مساعدة هذا اللاعب المنكوب ماديا ومعنويا، فالإنسانية لا تفرق بين دين أو لون أو جنسية، ونحن شعب شهم وكريم وعطوف، يحسن معاملة الضيوف فيشعرون أنهم فى وطنهم وليسوا غرباء، ولنا مكانة رفيعة بين الشعوب الأفريقية، والرسالة التى ينبغى توصيلها للجميع، هى أن مصر بلد كبير فى كل شىء، وتمد يدها رسميا وشعبيا للوقوف بجوار لاعب فى مقتبل حياته، وتعرض لحادث مروع قضاء وقدر.. قد يقول قائل: «ما عندنا مليون مريض يستحق»، وأقول: «اللهم اشفه واشف كل مريض».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة