كبرى الحرائق تأتى من مستصغر الشرر، وهذه الأيام بالذات تنشط أدوات الدعاية الجهنمية المحرضة، صورة طبق الأصل لما حدث قبل 25 يناير مع اختلاف بعض التفاصيل، والمحرضون يخططون لاغتيال الشرطة معنويا، وشحن الرأى العام رغم تضحياتها الكبيرة، بفيديوهات ومواقع مشابهة لحكايات خالد سعيد وعماد الكبير واغتصاب المحجبات فى غرف الحجز، وغيرها من القصص المثيرة، والآن نقرأ ونشاهد قصصا لا تقل إثاره عن الضابط الذى هدد عجوزا «هربيك فى القسم» ثم قتل العجوز، والمحامى الذى قال لضباط الأمن الوطنى «حرام عليكم أنا بموت» ثم لفظ أنفاسه الأخيرة، وعشرات المواقع على الفيس بوك، تنشر أكاذيب سافرة تحت عنوان: توثيق جرائم الشرطة ضد الشعب المصرى، وهنا أتوجه لوزير الداخلية بسؤال: طيب وبعدين، وهل تترك الشرر يتصاعد حتى يصبح حريقا؟!
سيادة الوزير.. لا تترك المؤامرة تكتمل، لأن مصر لا تحتمل انهيار الشرطة من جديد، وليس فى صالح الوطن ضرب الثقة الكبيرة التى اكتسبتها، ولنأخذ من تجربة حبيب العادلى العظة، فقد كان يقابل هذه الأمور باللامبالاه وعدم الاهتمام والثقة الكاذبة، رغم أنه كان يتخذ إجراءات مشددة ضد رجال الشرطة المخطئين، ولكنها ضاعت هباء فى التضليل والضجيج والصراخ، والدرس المستفاد هنا أن تتسلح قيادات الوزارة باليقظة والوعى، ولا تترك شرارة صغيرة إلا وتطفئها، فالمخطئ يجب أن ينال عقابه الرادع بمنتهى السرعة والحزم، بالقانون ودون مجاملة أو تدليس أو محاباة، وأن يطلع الرأى العام على الحقائق كاملة، أما الحكايات الملفقة التى تستهدف الفتنة والوقيعة، فيجب فضحها ومحاكمة مروجيها، و«شوفوا لكم حل» فى المواقع الإلكترونية التى تحاول حرق البلد من جديد.
سيادة الوزير.. رجال الشرطة هم أبناء الشعب، أولادنا وإخوتنا وأقاربنا وجيراننا، وشاءت الأقدار أن تخوض حروبا متواصلة منذ الثمانينيات ضد أقذر الأعداء فى تاريخ البشرية، وضحى رجالها بأرواحهم ودمائهم حتى تسلم مصر ولا يتشرد شعبها، فلماذا لا نعظم التضحيات ونجعلها تتصدر المشهد، ونقضى على السلبيات أولا بأول، لأن المؤامرة كبيرة.. كبيرة.. كبيرة، وأنت أكثر منا علما بحجمها ومحركيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة