كريم عبد السلام

اتفاق واشنطن وطهران

السبت، 18 يوليو 2015 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد ثلاثة أشهر من المفاوضات الشاقة اتفقت الولايات المتحدة وإيران على رفع الحظر والحصار المفروضين على دولة الملالى اقتصادياً وسياسياً، فهل جاء هذا الاتفاق مصادفة أم أن له علاقة وثيقة بما جرى ويجرى فى المنطقة العربية؟

المخطط الذى كان مرسوماً للمنطقة العربية يتضمن تدمير كل البلدان جنوب وشرق المتوسط، وصولاً إلى الخليج العربى، مع دعم قيام دويلات صغيرة على أساس إثنى وعرقى، دول للشيعة والسنة والأكراد والمسيحيين والبربر والعرب، دول لا تسطيع أن تفرز مجتمعات قوية متماسكة ولا تملك مقدرات طبيعية وثراءً بشرياً يمكنها من مواجهة القوى الإقليمية الأبرز، بحسب المخطط المرسوم: إسرائيل وتركيا.

وبحسب المخطط المرسوم أيضاً، كان على تركيا أن تقود المعسكر السنى الباقى والمتوزع فى البلدان العربية لمواجهة الخطر الإيرانى ثقافياً، وعلى إسرائيل إجهاض الدولة الإيرانية بضربات عسكرية استباقية يتم إخراجها دولياً على أنها عمل فردى مرفوض، لكن يجب ضبط النفس بعده، حتى لا تتسع دائرة الحرب لتشمل أطرافا دولية كبرى.

إفساد المخطط المرسوم للمنطقة وتحطمه على صخرة 30 يونيو فى مصر غيّر تماماً من الاستراتيجية الأمريكية المرسومة لتدمير المنطقة العربية بعد أن حققت واشنطن اكتفاءً نسبياً من الطاقة ولم تعد بحاجة إلى البترول العربى، لكنها لا تريد لأطراف أخرى منافسة مثل الصين واليابان والهند وبعض الدول الأوروبية الاستفادة من هذا النفط.

التغيير الجديد فى المخطط الأمريكى يقوم على التضحية بتركيا لصالح إيران بعد فشل أردوغان في لعب دور العراب لما يسمى بثورات الربيع العربى، خاصة أن العلاقات الأمريكية الإيرانية كانت مزدهرة وقوية للغاية فى الفترة ما قبل حكم الملالى، وأن طهران أثبتت صلابة وقدرة على المواجهة رغم الحصار المفروض، كما أثبتت خلال السنوات القليلة الماضية قدرة على التمدد فى المنطقة باعتبارها قوة إقليمية بارزة.

السؤال هنا: من سيدفع ثمن التغيير فى الخطط الأمريكية؟

للحديث بقية








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة