وكأننا نؤذن فى مالطة فى مسألة تجديد الخطاب الدينى ، والدليل " دعاء القنوت " للشيخ محمد جبريل فى مسجد عمرو بن العاص ، حيث نجح فى ابكاء آلاف المصلين وتسييس الدعاء ، وتعبئة النفوس الطيبة التى تبحث عن المغفرة ، ضد الدولة والحكم بإستخدام دموعه وصوته الحزين وقدراته التأثيرية ، ولم يخرج احدا من شيوخنا الافاضل ليوضح للناس صحيح الدين فى البكاء والنحيب اثناء الصلاة ، ولا لماذا اختار جبريل " دعاء القنوت " ، الذى لا يلجأ اليه المسلمون الا اذا المت بهم نازلة او مصيبة ، وداهمهم عدو او خوف فيكون الدعاء للحرب على الكافرين ! .
جبريل بعد فض رابعة اخذ يصرخ وينتحب بأعلى صوته ووراءة آلاف الباكين " يا مغيث اغثنا " ثلاث مرات ، " من اذناب السلطان وعلماء السلطان وعلماء السلطة" يرتفع البكاء ، " هناك اخوة لنا قتلوا وهم راكعون ساجدون وهم مسالمون وهم عزل " ، يزداد النحيب ، " اللهم عليك بمن غدر بهم ومن امر بقتلهم ، وحسبنا الله فيمن قتلوا الشباب من الساسة المخربين " ، وهذه الخطبة الموجودة على اليوتيوب لا تحتاج الى شرح او تعليق ، وعاد جبريل منذ يومين يكرر نفس الدعاء فى صلاة التراويح ، مستجديا دموع المصلين فى اغراض سياسية ، مما يؤكد مقوله ان الخطاب الدينى مازال مختطفا ، وشيوخنا الافاضل يتفرجون ، الا وزير الاوقاف الذى بادر مشكورا بمنعه من الخطابة ، وان كنت افضل ان يكون المنع من المصلين انفسهم ، حين تنجلى امامهم تعاليم الدين الصحيحة بشأن شيوخ البكاء والعويل والنحيب .
الموضوع يطول شرحه ولكن بإيجاز شديد فقد اتفق جمهور الفقهاء ، انه ينبغي للإمام إذا تأثر بالقرآن أو بالدعاء أن يدافع البكاء، فلم يكن من هدي النبي أن يبكي في الصلاة بصوت عالٍ ليُبكي من خلفه، بنحيب وعويل وشهيق، بل كان _صلى الله عليه وسلم_ يكتم بكاءه في صدره حتى يصبح كأزيز المرجل " أي كغلي القدر" ، قال ابن القيم رحمه الله : "وأما بكاؤه _صلى الله عليه وسلم_ فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت"، ولم يشعر ابن مسعود _رضي الله عنه_ ببكاء النبي لما قرأ عليه طرفًا من سورة النساء، إلا بعد أن نظر إليه فوجد عينيه تذرفان، والقصة في صحيح البخاري، فمدافعة البكاء اتباعٌ للسنة ومدعاة للإخلاص ..واغثنا ادركنا يا رسول الله .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة