جمال أسعد

تجديد الفكر الدينى المسيحى

الثلاثاء، 09 يونيو 2015 12:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثر الحديث عن تجديد الخطاب الدينى مع العلم أن الأجدى والأهم هو تجديد الفكر الدينى، حيث إن الخطاب ما هو غير تلك الوسائل المتعددة التى تنقل الفكر الدينى إلى المُستقبِل، أما الفكر الدينى فهو التفسير والاجتهاد البشرى فى قراءة وتفسير النص الدينى الثابت والذى يحتمل الاجتهاد ويسمح بتعدد التفسيرات التى تنتج خلافات تتعدد بها المذاهب. كما أن الفكر الدينى فى مضمونه والخطاب الدينى بوسائله المتعددة ليسا منفصلين عن مجمل الفكر السياسى والاجتماعى والثقافى السائد فى المجتمع والذى يؤثر فى الفكر العام ويشكله، ولذا فكل هذه الأفكار وعلى رأسها الفكر الدينى تؤثر سلباً وإيجاباً فى تشكيل الفكر والوعى والسلوك وتحديد العلاقات مع النفس ومع الآخر الدينى وغير الدينى.

وعلى ذلك تأتى أهمية تجديد الفكر الدينى الإسلامى والمسيحى لتأثير كليهما على كل المصريين بشكل مباشر أو غير مباشر. ولذا أستغربُ من عدم الاقتراب الإعلامى وعدم الحديث عن تجديد الفكر الدينى المسيحى، فبنفس القياس السابق فكلا الخطابين يحتاج إلى هذا التجديد، وهنا سيرفض بعض المسيحيين هذا فهم يعتبرون أن مشكلة الفكر الدينى لا تعنى غير فكرة قبول الآخر. وهنا نسأل، هل الفكر الدينى المسيحى يسعى ويعمل عملياً وعلى أرض الواقع بعيدا عن الكلام المرسل والشعارات المحفوظة على قبول الآخر غير الدينى؟ أم أن الآخر بالنسبة له هو المسيحى فقط؟ أيضًا هل هذا الخطاب يعمل ويسعى بالفعل إلى قبول الآخر المسيحى؟ وإذا كان ذلك كذلك فلماذا كانت وما زالت «ليس الخلافات» بل المعارك بين الطوائف المسيحية؟ لماذا لم تستطع تلك الطوائف حتى الآن من حيث الشكل توحيد مواعيد الأعياد «القيامة والميلاد»؟ بل هل فكر كل طائفه يقبل بالفعل الآخر داخل الطائفة نفسها إن حدث خلاف ما؟

بوضوح، الفكر الدينى وخطابه وفى مردوده العملى والفعلى يؤكد أنه لا مجال للآخر بكل تصنيفاته ما دام اختلف أو أعملَ فكره أو أوقد عقله بعيداً عن الموروث الذى أصبح ثوابت لا علاقة لها بالنص، خاصةً إذا كان هذا الفكر وذلك الموروث اجتهاد أحد رجال الإكليروس الذين نالوا شهره نتيجة لعواطف دينية تسليمية تُجمد الفكر وتُخمل العقل. ولذا نرى أن الحرس القديم فى المجمع المقدس فى الكنيسة الأرثوذكسية لا يتجاوب فى كثير من القضايا التى تحتاج إلى تجديد مع قداسة البابا تواضروس. كما رأينا ذلك الموقف الغريب، الأربعاء الماضى، بإلغاء عظة البابا نتيجة لمطالبة أصحاب مشكلة الطلاق بحل مشاكلهم بصورة وإن كانت لا تليق، مما صعد الأمر إلى حد تسليمهم للشرطة فهل قبول الآخر يصل إلى هذا الحد الذى تحرمه قوانين الكنيسة صراحةً؟ فكان على البابا استيعاب هؤلاء وتكملة الاجتماع والأهم هو حل المشكلة بالتوافق مع النص ومع الظروف الحالية والنتائج المترتبة «فالحرف يقتل أما الروح فتحيى» فهل بعد ذلك لا نحتاج إلى تجديد الفكر الدينى المسيحى والإسلامى؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة