أمر يستحق الفخر أن يكون رئيس بلدك، صاحب رؤية وإرادة وعزيمة وواع بالمنصب الذى يشغله وبقيمة الدولة التى يرعى مصالحها، أقول ذلك بمناسبة المؤتمر الصحفى للرئيس السيسى مع ميركل فى ألمانيا الذى عقد فى أجواء إعلامية عدائية وغبية ومغيبة عن الواقع فى مصر. أى رئيس غير السيسى ربما فكر بعد التصريحات المزعجة لرئيس البرلمان هناك، فى الكياسة الدبلوماسية وحقه كرئيس دولة ألا يرد على هجوم متوقع من مراسلى الصحف الألمانية المشغولين بالأسئلة التى عملت على ترويجها شركات علاقات عامة استأجرتها الإخوان، لكن السيسى المقاتل وصاحب الرؤية أصر على المواجهة وعرض الموقف المصرى بكل شجاعة ولباقة أيضا من أحكام إعدام الإخوان ومناخ القمع المعادى لحقوق الإنسان ومحاكمات المعارضين إلى آخر هذه الكليشيهات المغلوطة.
أوضح السيسى حقيقة مواجهة الشعب لجماعة الإخوان الإرهابية ورئيسها الإمعة المعزول فى 30 يونيو، وأن إرادة الشعب المصرى كان لابد وأن تنتصر، وواجه المزاعم الرائجة فى ألمانيا بتحذير من الفاشية الدينية التى انتصرت عليها البلاد، وحاصرت بؤرها المشتعلة فى سيناء وعلى الحدود مع ليبيا والسودان، وهو ما دفع المستشارة الألمانية إلى الإقرار لأول مرة بأن بلادها لا يمكن تجاهل نزول 30 مليون مصرى ضد مرسى، والاعتراف بما تحقق فى مواجهة الإرهاب. المهم أن زيارة السيسى لأكبر دولة أوروبية والتى حاولت أطراف كثيرة تعطيلها والتشويش عليها، نجحت فى إضافة مجموعة نقاط سياسية واقتصادية إلى حساب مصر الخارجى خصوصا لدى أوروبا.
ويمكن القول، إن التجربة المصرية فى مواجهة الإرهاب ودحره وفى احتواء الحرب فى ليبيا ستكون مطلوبة فى ألمانيا، وفى أوروبا كلها المرعوبة من فشل المشروع الصهيو أمريكى بنشر الفوضى فى البلاد العربية، بعد أن انتهى إلى اشتعال الدول جنوب وشرق المتوسط بحروب أهلية لم تفض إلا إلى حصار أوروبا بجماعات إرهابية من طراز داعش، لكن يبقى سؤال، هل ننتظر أن يلف السيسى بلاد العالم فى جولات مكوكية ليشرح مواقف مصر من الأكاذيب التى تروجها شركات العلاقات العامة؟ لابد أن نعترف بالتقصير على مستوى الإعلام الخارجى من هيئة الاستعلامات أو من المسؤولين بسفاراتنا فى الخارج، ولا بد من حل لهذا القطاع المهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة