جمال أسعد

التليفزيون فى رمضان

الثلاثاء، 30 يونيو 2015 10:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كان الفن هو صورة ومرآة للمجتمع حسب أرسطو، فهذا لا يعنى نقل ما يحدث فى المجتمع من مفاسد وانحرافات وانحلال صورة طبق الأصل بدون تصرف وبلا رؤية فنية، فهذا شىء لا علاقة له بالفن ولا صلة له بالإبداع، ولكن الفن والإبداع هو من يتأثر بما يحدث فى المجتمع، ولكن دوره هو محاولة القيام بدور تنويرى وتثقيفى للأخذ بيد المجتمع إلى مستوى أرقى والوصول به إلى قيم أسمى ومعالجة الأمراض المجتمعية بعيدًا عن المباشرة والوعظ، وهذا هو الفرق بين المدرسة الواقعية فى الفن وباقى المدارس مثل الرومانسية والتجريدية وما يسمى بالفن للفن. فنحن بعد يناير 2011 قد اجتاحتنا حالة من التردى والانحدار والانهيار الأخلاقى والقيمى غير المسبوق لا يستفيد منها غير من لا يريد للوطن وللمصريين خير، فهل إعلامنا وقنواتنا ومنتجو الدراما والبرامج يدرون هذا ويقدرون الدور ويدركون المسؤولية؟ لا أعتقد ذلك، فتحت عنوان التشدق بحرية الإبداع التى نقدرها ونتمسك بها نشاهد دراما لا يعنيها غير ضمان العرض فى أكثر من قناة وغير الوصول لأكبر كم من الإعلانات، فنرى دراما لا ترى غير سوءات وانحرافات وسقطات المجتمع تنقلها بمفرداتها وسلوكياتها وممارساتها بطريقة أكثر سوقية وأكثر تركيزا، الشىء الذى ينقل هذه الأمراض للجميع بما لها من تأثير سلبى عن طريق التراكم، فماذا ستكون النتيجة العملية لهذه الدراما الساقطة التى لا علاقة لها بالفن أو الإبداع أو الحرية؟ أما الإعلانات فشركاتها الآن هى صاحبة القرار فيما يعرض وما لا يعرض حتى أصبحت الإعلانات هى الأساس وباقى البرامج هى الاستثناء، فماذا سيكون تأثيرها السلبى على المشاهد الفقير والمحتاج غير إصابته بحالة اغتراب مجتمعى تمثل خطورة حقيقية على الجميع، ولا أحد يدرى ولا أحد يريد أن يدرى، ناهيك عن حملات التسول الرمضانية التى تتاجر بالحاجة وتستغل المرض وتمتهن كرامة المرضى، الشىء الذى يصيب المحتاج والمريض بحالة نفسية لا يعلمها غير الله العاطى والشافى، أما ما يسمى ببرامج المقالب فإليك السخافة والغلاسة والفجاجة والمتاجرة بمشاعر البشر الحقيقية وقت الخطر فى مقابل الأموال التى تغدقها هذه البرامج ومنتجيها بما يراكم سلوكيات هابطة تدفع الإنسان للحصول على المادة مقابل أى شىء وكل شىء حتى كرامة الإنسان. فماذا تريدون يا سادة؟ وهل هذا هو دور إعلامكم وقنواتكم؟ وما علاقة هذه النوعية من الدراما والبرامج والإعلانات التى لا ترسخ أى قيمة حقيقية نحن فى احتياج إليها الآن فى شهر رمضان الفضيل؟ ولماذا هذا الانفصام بين الأقوال والشعارات وبين الأفعال والواقع؟ حب الوطن هو العمل على رفع وعى المواطن ونشر القيم والتمسك بالأخلاق وتعلية الفضيلة وغرس قيم الانتماء للوطن ببذل الجهد والعرق والإنتاج مع الترفية اللائق والمحترم، فهذه هى قيم رمضان وما تحتاجه مصر لكل المصريين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة