لن تنهض أمة أرادت النهوض قبل أن تتوقف قليلا وتأخذ نفسا عميقا وتقتل الضجيج وتستدعى السكون والهدوء وتنظر إلى وضعها الراهن بنظرة فاحصة متعمقة متأنية، ومن ثم تبدأ فى وضع التصورات والطموحات والآمالات والرؤى المستقبلية فى صورة خطط مكتوبة مراعى فيها كل المستجدات، والتى قد تطرأ من عوائق وصعوبات ومحدد بها المسئوليات وأزمنة التنفيذ غير متروكة للاجتهادات.. كل هذا ما يطلق عليه الخبراء والعلماء التخطيط الاستراتيجى.
وللنظر إلى حال تعليمنا المصرى بنظرة متأنية لعام مضى ونسحب كلامنا السابق عليه لأمة أن إرادت أن تغير من حالها إلى الاحسن أو أن تنهض بالفعل نجد أننا وحتى الآن لم نأخذ فرصة لالتقاط الانفاس فرصة للنظر إلى ما نحن فيه وعليه.
لم نستدع الهدوء لحظة
لم نسمع بعضنا حتى الآن
الضجيج مسيطر ولا شىء سواه
والكل ينقد ولا شىء جديد
والعام يركل العام ويولد عام من عام
والتعليم يعانى نفس الهموم والآلام
ولا جديد يبشر من بعيد
رغم اننا لو فرضنا أن هناك من ابتعد عن الضجيج ليفكر وينظر فى أو إلى خطوات الإصلاح والنهوض وهى خطوة التعرف على الذات - خطوة التعرف على الإمكانات - خطوة التعرف على المتاح لوجد أن لدينا ما يفوق ما هو موجود لدى أمم ناهضة منذ زمن بعيد بكثير.
فلدينا أهم طاقة وقدرة وهى الطاقة البشرية التى لا تمتلكها كل الأمم، وما أدراكم ما الطاقة البشرية الشابة، التى تمتلكها مصر والتى تسبب ازعاجا لكثير من أعداء مصر وللأسف نحن نساعدهم ونهدأ من روعه بعدم اهتمامنا بهذه الطاقة وإهدارنا لها وعدم استغلالها الاستغلال الأمثل لها.
ثم لدينا من الماضى ما يجعلنا كأمة تنطلق للأمام بسرعة الصاروخ فالتاريخ يمثل للامم اللحظة التى يرتد فيها المتسابق للخلف ليستجمع القوة والطاقة على الانطلاق للأمام بسرعة السهم.
ولدينا من النماذج والقدوات التى تجعلنا ننظر إلى المستحيلات بعين متهكمة عليه بأنه لا يمثل لدينا مستحيلا حتى وإن كان كذلك لدى غيرنا فنحن أمة قهرنا المستحيل منذ زمن بعيد.
لدينا شعب صبور شعب تعود على التحمل وأصبح الصبر سمة من سماته مستعد لتحمل أى شىء طالما سيأتى له بغد أفضل، خاصة أن التعليم استثمار فى اغلى ما يملك بنى البشر وهم الأبناء.
فهذا الشعب لديه القدرة على التحمل كما فعل مرات ومرات مقابل أن يرى بلده فى أفضل حال يليق بها.
لدينا هيئة من المفترض انها موجودة لضبط اتجاه ومسار نظام التعليم المصرى وتحدد اتجاهاته المستقبلية تحمل اسم الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد.
هذه الهيئة وان كانت تسعى لفعل شئ لاثبات الوجود ولكننا نرى انها لن تنجح بمفردها فى تحقيق ما انشئت من أجله من دون أن يدعمها الجميع من أعلى رأس فى الدولة إلى أصغر عامل ومن بينهما من جميع الطبقات والطوائف والمهن ليمنحوها الثقة والمسئولية فى مراقبة وضمان جودة نظام تعليمى هم ليسوا فيه متخصصون ولكنهم اودعوه أغلى ما يملكون.
ولدينا متعلمين ليسوا باغبياء ولكنهم من الذكاء ما يجعلنا دائما نقف أمامهم حائرين، لأننا لم نفكر يوما فيهم ولم نحترم ذكائهم هذا ولم نعمل له حسابا ولم نتح له فرصا ليستغل الاستغلال الامثل الا ما يحدث فى طور الفلتات أو الحوادث نادرة الحدوث.
لدينا تنوع ربانى هائل فى الفكر وفى الثقافات وفى البيئات أيضا يجعلنا دائما أمة نابضة متنوعة حية ليست جامدة ولا رتيبة ولا متجمدة هذا التنوع والتفرد من طبيعة الموقع المتميز، الذى حباه الله لمصرنا الحبيبة والذى لم نعره اهتماما حتى الآن.
مر عام وسيمر أعوام وسيظل نشكو ونشكو وسيظل نظام تعليمى المصرى كالثوب المهترئ.
يأتى وزير فيقوم بترقيع رقعة فيه ثم يأتى آخر فيقوم بوضع رقعة أخرى رغم أن الرقعة التى وضعها سلفه لم تدم طويلا وتحتاج إلى رقعة أخرى ولكنه لا ينظر إليها ويتمنى وسعتها لتنسب إلى سلفه ويزيد من رصيد سلبياته وإخفاقاته
مازلنا نعش عصر الأفراد
لم نعرف بعد عهد السياسات
ولكن
هل نفقد الأمل؟؟
لن نفقد الأمل
طالما فى الصدر مازال هناك
قلبا ينبض
ولرب العباد يسجد
وكل عام وأنتم بخير.
نادر الليمونى يكتب: التعليم المصرى.. هموم وأوجاع
الإثنين، 29 يونيو 2015 08:11 ص
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة