ها قد أصبحنا على مقربة من الذكرى الثانية لثورة الـ30 من يونيو، فتأتينى من الفص الصدغى لدماغى، صيحات هتافات الميادين، وتتردد فى ذاكرتى المحفوظة، كثير من الشعارات منها «خان يخون إخوان».. فالخيانة كلمة مشتقة من اسم الجماعة، فهى من الأدبيات بجانب الكذب والنفاق واللعب بالثلاث ورقات، فقد شاهدتهم واحتككت بهم فى مواضع كثيرة.. فى تظاهرات ما قبل ثورة الـ25 من يناير للقوى السياسية المختلفة، لم يتفوهوا يوما بسقوط مبارك، ورفضوا هذا الهتاف، حتى لا يقطعوا شعرة معاوية مع رجالات نظام مبارك.. فيعقدوا الصفقات فى إطار علاقة معينة.. لها أعرافها وبرتوكولاتها.. على مدى عقود ما بعد اغتيال السادات.
فسجلهم حافل بالقتل والكذب الخسيس.. منذ تنكر شيخ المنصر حسن البنا.. لقتله النقراشى باشا- رئيس وزراء مصر الذى أصدر قرارا بحل الجماعة- ووصفهم بأنهم «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين».. أما فى معاصرتهم.. فلم أجدهم إلا على فكر وضرب مؤسس الجماعة ومرشدهم.. فحتى ليلة ما قبل 25 يناير 2011م.. كان الهتاف ضد الحاكم ملعون.. فما بالك بالخروج عليه.. فصدر بيان مكتب الإرشاد يمقت المشاركة فى دعوة 25 يناير مقتاً وبيلاً.. لتظهر أفواج أعضاء الجماعة فى ظهيرة يوم 28 يناير 2011م.. يوم جمعة الغضب.. بعد أن عقدت الجماعة العزم للزحف على انتصارات ثورة يناير.. لاقتلاعها من جنان أبنائها.. لغرسها مشوهةً فى قصر الاتحادية.. حيث جلس مرسى.. على عرش الخلافة الإخوانية الوليدة.. لتعيث مليشياته فسادا فى البلاد والعباد بلا تردد ولا هوادة.. فبعد أن نهبوا الثورة من طليعتها.. أخذوا ينكلون بالثوار قتلاً وسحلاً وتعذيباً.. ليتوحشوا فينقض عليهم الشعب.. فى الـ30 من يونيو.. ليعودوا إلى حقيقتهم الأولى.. جرذانا مطاردة فى الطرقات.
فالجماعة عقل وجسد.. العقل هو عصابة مكتب الإرشاد وشورى الجماعة وقيادات التنظيم الدولى.. أما الجسد فشباب الجماعة وأعضاؤها.. العقل تحكمه أفكار ميكافيلى.. أما الجسد فقد استسلم بكل جوارحه.. لتخاريف سيد قطب العقائدية.. فى كتابه «معالم فى الطريق».. فالعقل يدرك تماما أن أفعال وأقوال الجماعة ليست من الإسلام فى شىء.. أما الجسد فتصرفات الجماعة ومساراتها وأهدافها.. هى تتويج لمبادئ وتعاليم الإسلام.. العقل يسعى للانتصار لدولة الإخوان لا الإسلام.. أما الجسد فقد توحد لديه الأمر.. فانتصار الإخوان هو انتصار للإسلام.
كل ما فات ليس كل شىء.. وليس بجديد فى شىء.. وإنما تذكرة فى ذكرى الثورة.. للغافلين أو المتغافلين.. الناسين أو المتناسين.. من أصحاب دعوات المصالحة.. الذين يعلمون تاريخ الإخوان البالى القذر.. ويدركون مدى خطورتهم على مصر.. ويؤمنون بخيانة الإخوان.. ودهسهم على علم مصر.. لرفع علم الجماعة.. فهم أصحاب عقيدة « طظ فى مصر».. فهم ليسوا مصريين.. وانما إخوانيون.. هم ليسوا إسلاميين وإنما متأسلمون.. هم ليسوا عربانا وإنما عثمانيون.. ومن يقول أو يعتقد غير ذلك.. فإما واهم أو «ممحون».. فكما كنت معاصرا لجرائم الإخوان.. كنت شاهد عيان على تصرفات «مماحين» الجماعة وخدمهم.. لأخوض فى سيرتهم البالية تفصيلاً.. فى المقال المقبل.. إن قدر المولى عز وجل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد علي
كلامك صادق