هل عنوان المقالة به خطأ مطبعى أم هو صحيح؛ فالمنطقى أن تكون البذرة قبل الثمرة؛ فلنقرأ ونكتشف!
الحلم بيوم الحصاد هو أمل الفلاح الذى من أجله وضع البذرة فى التراب ورعاها وسقاها وراقب نموها وثمارها وحافظ عليها من كل ما يتلفها ويضرها ويأذيها فهى عنده ليست مجرد بذرة بل هى ثمرة يراها تكبر أمامه من قبل أن يزرعها فيشعر وكأنه يستعد لجنيها ثم بيعها والاستمتاع بما رزقه الله منها، ومن ثم يجمع قوته وأمواله وعزمه وإصراره ليبدأ من جديد و يزرع بذرة أخرى وهو متشبع بالسعادة من حصاد الأولى فلقد شعر بطعم الفرحة ولن يتنازل عنه مرة أخرى، فكيف للإنسان أن يتنازل عن سعادته ويستسلم لمن يحاول أن يحبطه ويعرقله فمن عرف النجاح وتذوق طعمه ولذته لن يقبل بمرارة الاستسلام ولن يعرف للفشل عنوان فالنجاح هو الحلم والأمل ومن دونه لا نحيا فلولا أملك وثقتك ثم عملك ومن قبل كل ذلك رحمة ربك لن نعرف لجنة الفردوس سبيلا.
ومع أول أذان فجر فى رمضان تم إعلان بداية الصيام لنضع البذرة فالآن كلنا فى مقام الفلاح الذى يزرع ليحصد فى النهاية الثمار، فالمغفرة والعتق من النيران وسكن جنة الرحمن هو الهدف والأمل والرجاء .
ودعونا نطلق العنان لاستخدام العقل الذى هو هبه الرحمن والذى ميزنا بها على سائر الكائنات وهى بنا نطرح سؤال وندير حوله التفكير والاستفسارات والسؤال هو
"هل هدف رمضان هو رمضان؟"
اعرف أن السؤال غريب وربما يسأل البعض وهل هذا من الأصل سؤال ولكن كما يقول المثل إذا عرف السبب بطل العجب !
تعالوا نتأمل آيات ربنا فى كتابه الحكيم:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون"
فالهدف من رمضان هو التقوى ولكن هل يجب أن نرفع شعار التقوى فقط فى رمضان !!رمضان هو بذرة؛ لثمرة التقوى لكل شهور العام فنحن نصوم شهر لتنقية بقية الشهور ثم بعد مرور الأيام يعود إلينا رمضان لنبدأ غرس البذرة من جديد ثم يليها الحصاد الأكيد وتتوالى السنوات وتظل التقوى هى الشعار الذى يجب أن يرفعه الإنسان وبالتالى فهدف رمضان ليس رمضان ولكن الهدف هو تهذيب النفس طوال العام.
وبحثت فى التقوى ووجدت من أفضل ما قيل فيها على لسان مفتاح بوابة العلم سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه
"التقوى هى الخوف من الجليل ، والعل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والإاستعداد ليوم الرحيل"
.وكذلك تأملت حديث بوابة العلم نفسها ومن لا ينطق عن الهوى عندما قال صلى الله عليه وسلم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة