شعرت باستياء شديد عندما رأيت صورا على مواقع التواصل الاجتماعى، لمجموعة من الشباب الذين خرجوا من السجن يرفعون علامة رابعة، فمن الذى يحميهم من العودة إلى السجن، ومتى يقتنعون أن مستقبل مصر أمامها والإخوان مستقبلهم وراءهم، وأن حربهم الخاسرة لن تكسبهم أرضا بل مزيد من الضحايا والآلام، فهم يغسلون مخاخ الشباب ويسلحوهم بالخرطوش والمتفجرات فيصبحوا انتحاريين بدلا من أطباء ومهندسين، ويصنعون جيلا يتربى على كراهية مصر وشعبها، ومتى يؤمنون أن القاتل لن يرتقى إلى الجنة بل إلى حفرة فى النار لأنه يقتل ابن وطنه ودينه، وأن جيل العواجيز الذى ينضح مرارة وغلا وحقدا، يحكم على شبابهم بالموت والفناء، ومن الصعب على النفس أن يحمل جزء من شباب الأمة السلاح ضد شعبهم، ويتحولون من عناصر للبناء والتعمير، إلى دمى للقتل والإرهاب، فمن يوقف جنون عواجيز الإخوان، الذين يذبحون شبابهم على مقصلة الخيانة والعمالة وبيع الوطن؟
المؤكد أن الإخوان لن يتراجعوا ويحرقوا كل طرق العودة إلى الوطن، فالدماء الذكية للشهداء من رجال الجيش والشرطة، لا يمكن العفو عنها أو التصالح بشأنها، وسلميتهم المدججة بالسيارات المفخخة لم تعد تنطلى على أحد، وأحلامهم الشيطانية فى استعادة السلطة أصبحت من المستحيلات، وسياسة الأرض المحروقة التى يسيرون على هديها لم تحرق سواهم، هم الذين اختاروا طريقهم وكتبوا نهايتهم.
التحدى الأكبر هو حماية الشباب الذين يتمايلون على حافة التطرف، وقبل أن نتهم الشرطة بالعجز والإهمال والتقصير أين الشعب الذى يجب أن يقف فى ظهر الشرطة؟، بدلا من الخوف والجبن والاستسلام للمجرمين والجناة، ليس مطلوبا من الناس أن يلقوا بأيديهم إلى التهلكة، ولكن على الأقل الإبلاغ عن المحرضين الذين يلعبون بعقول الشباب، وأين الإعلام الذى يقع على عاتقه مهمة إيقاظ الوعى والمروءة والشهامة.. وزاد الطين بله بعد 25 يناير حيث انقلبت الموازين واختلت المعايير وتجرأ السفاة على هيبة الدولة، وامتلأت البلاد بالأسلحة والمهربة والأرهابيين الذين أطلق المعزول سراحهم، وتم تدمير عقول جيل من الشباب كان يمكن أن يكونوا صالحين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة