جرائم الشيعة أو ما يسمى الجيش الشعبى فى العراق، لا تقل بشاعة وبربرية عن داعش، ولكن آلة الدعاية الأمريكية الجبارة ووسائل الإعلام التى تدور فى فلك توجهاتها تركز الآن على داعش، وبعد انتهاء مهمتها القذرة، سوف تتسلط الأضواء من جديد على جرائم الشيعة، لأن المسألة ليست بالجرائم، وإنما بمن تريد واشنطون أن تغتاله معنويا أمام العالم، مع أن القسوة واحدة وتخرج عن أطر الإنسانية، ولكن الإنسان وحياته وأمنه وحرقه قضايا لا تشغل بال أمريكا، والمهم عندها أن تحمى عملاءها ما دامت فى حاجة إليهم حتى ترميهم للكلاب المسعورة.
كل هذه الجماعات الدموية دون استثناء أعادت إلى الحياة أسوأ عصور البشرية، التى كنا نقرأ عنها فى كتب التاريخ ولا نصدقها، فقد عاد من هم أسوأ من التتار الذين حرقوا مكتبة بغداد، واستباحوا النساء وقتلوا الأطفال، عادوا فى صورة داعش التى لم تجد أدنى خجل إنسانى وهى تذبح العشرات فى مجازر يومية احتفالا بقدوم رمضان، وتعلن عن بدء العمل بأسواق النخاسة لبيع النساء اليزيديات، وتستكمل هدم الآثار التاريخية النادرة، وتحقق تقدما يوما بعد يوم فى مواجهة الشيعة، أما الجانب المظلم من الشاشة، فهو عمليات انتقامية أكثر بشاعة ترتكبها الفصائل الشيعية، ولكن بعيدا عن الكاميرات، لأن أمريكا لا تريد ذلك الآن.
لماذا لا ينتفض ضمير أمريكا للمجازر اليومية، وهو الذى يصدعنا بحقوق الإنسان فى حالات أقل ألف مرة مقارنة بما يحدث الآن؟ بالتأكيد لأن ضمير أمريكا تحركه الدوافع السياسية وليست الإنسانية، فعندما يتعرض قبطى لحادث إرهابى فى مصر تقيم الدنيا ولا تقعدها، ولكن عندما يتم اغتصاب مئات المسيحيات وقتلهن وتهجير الأقباط فى العراق، فلا إنسانية ولا ضمير، لأن القتل يحقق مصالح أمريكا وينفذ سياستها، وما الذى يجرى إذا ظلت جماعات الإرهاب الدينى تقاتل بعضها لمدة ثلاثين عاما، حتى يخلصوا على بعضهم البعض ولا يبقى من دول وشعوب المنطقة إلا كيانات هشة وبقايا شعوب جريحة ومهزومة، ومستعدة لقبول أوامر أمريكا ولحس حذائها بعد أن خارت قواها، أليس هذا فى صالح أمريكا وإسرائيل، بدلا من الدخول فى حرب مباشرة ضد أعداء أمريكا وإسرائيل؟ ولماذا تقتلهم ما داموا يقتلون أنفسهم؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة