حنان شومان

الكاميرا الخفية عشان متتفاجئش

الجمعة، 19 يونيو 2015 07:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلازمت الحملة التى أطلقها بعض من الشعب على مواقع التواصل الاجتماعى بعنوان، عشان ميتفاجئش، بعد زيارة رئيس الوزراء لمعهد القلب، الذى ذكر فيها أنه فوجئ بالحالة المزرية للمعهد الذى يخدم عشرات الآلاف من مرضى القلب فى مصر، تلازمت تلك الحملة مع الاستعداد التليفزيونى الإعلانى عن برامج رمضان المرتقبة، وأشهرها برامج الكاميرا الخفية التى صارت وكأنها ماسورة انفجرت على كل المحطات، فلا تخلو منها شاشة وكأنها صارت مثل ياميش رمضان والكنافة، وطبعاً حضرتك قد تتوقف هنا وتتساءل ما هذه اللخبطة، إيش دخل زيارة رئيس الوزراء وحملة الفيس بوك على الفساد لبرامج الكاميرا الخفية وياميش رمضان، وربما تظننى أهذى من أثر الصيام، ولكن انتظر فلا أنا أهذى وهناك علاقة وطيدة بين كل ما سبق وتساءلت عنه، برامج الكاميرا الخفية على كثرتها صارت عبثا،ً لأننا نعرف جميعا أن نسبة 95% من ضيوفها يعرفون مسبقاً بالمقلب ومتفقين على كل شىء بما فيه الأجر، ولكن كثيرا من المشاهدين يتابعونها فكأن هناك اتفاقا بأن جميعنا يعرف اللى فيها لكن حنعمل إننا تفاجئنا، وهو نفس حالة السيد رئيس الوزراء الذى هو فى الأصل مواطن مصرى صحيح أنه مسؤول كبير فى الدولة الآن، وكان مسؤولا كبيرا من قبل فى كبرى شركات المقاولات فى مصر، لكن هذا لا ينفى أنه مواطن يسمع من هنا وهناك ما يحدث فى المستشفيات، ويقرأ ويشاهد الأخبار منذ زمن عن تدهور الخدمة الصحية، وإضافة لذلك هو باعتباره مسؤول الآن يعرف كم تنفق الدولة من ميزانيتها على هذا المعهد، بينما ما يحتاجه المعهد بالفعل هو أضعاف مضاعفة مما تنفقه حكومته، ورغم هذا تفاجأ الرجل والشعب الذى قرر أن ينشط ليجمع أدلة الجرائم فى حملة عشان مايتفاجئش، هو أيضاً يعرف أن المسؤول يجب أن يعرف حتى ما لا يعرفه عامة الناس من أوجه قصور فى أداء دولته، ورغم هذا فقد قرر الجمهور أن يجتهد ويجمع لرئيس وزرائه الأدلة تماما، كما يقرر أن يتابع حلقات الكاميرا الخفية وهو يعرف أنها ليست خفية ولا حاجة.

وخلاصة الأمر، أننى كمشاهدة مللت برامج الكاميرا الخفية الكاذبة ولا أنوى متابعتها، وكذلك مللت من تفاجؤ المسؤولين من واقع يعرفه القاصى والدانى، لأنه لم يعد الواقع يفاجئ إلا المسؤولين بل نحن الجمهور والمتعامل مع الواقع لا شىء يفاجئنا، هذا لأن المسؤولين مثل ضيوف الكاميرا الخفية عارفين كل حاجة لكن عاملين إنهم متفاجئين.

يا رب.. يا رب بحق هذا الشهر الكريم اخفى برامج الكاميرا الخفية الكاذبة، وخلى المسؤولين بتوعنا مايتفاجئوش بالواقع، لكن يفاجئونا بالحل لأنى بصراحة نفسى اتفاجئ مرة واحدة بجد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة