سعيد الشحات

«جنبلاط» المدافع عن «النصرة»

الأحد، 14 يونيو 2015 07:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارتكبت جبهة النصرة مجزرة بقتلها 23 درزيا فى قرية بريف «إدلب» فى سوريا، فأدان الزعيم الدرزى وليد جنبلاط النظام السورى، ونفى حزبه «التقدمى الاشتراكى اللبنانى» أن تكون جبهة النصرة قد مارست الذبح بحق أهالى قرية «قلب لوزة»، وقال فى بيان له، إن ما حصل هو مجرد خلاف بين عدد من الأهالى، وعناصر من جبهة النصرة حاولوا منع دخول منزل أحد العناصر الموالية لنظام بشار الأسد، وتطور الإشكال إلى إطلاق نار أدى إلى سقوط الشهداء.

هكذا يدافع «وليد جنبلاط» وحزبه عن «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة، وهكذا يعطيها صك البراءة من الإرهاب، وهكذا يغسل يدها بماء معطر من دماء الشعب السورى، بينما يتهم نظام بشار الأسد بالمسؤولية، ويضع فى يديه سكين ذبح الشعب السورى، ولست هنا بصدد الدفاع عن نظام بشار، غير أن الغيظ يبلغ مبلغه مما وصل إليه حد الاستخفاف بعقولنا ومصيرنا، وبالرغم من أن ما يفعلون ذلك لا يختلفون فى شىء عما يفعله الإرهابيون، فإنهم، وبكل أسف، مازالوا يتصدرون مشهد أنهم حراس أمن المنطقة وحاملو لواء الدفاع عنها، ويتم غض الطرف عن تبريراتهم لسفك دماء الأبرياء، مثلما حدث مع الدروز.

تبرير «جنبلاط» وحزبه يتسق مع التصريحات التى يطلقها منذ أن تحولت الأرض السورية إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، وذلك على حساب الشعب السورى ووحدة أراضيه، فهو يبرر إرهاب النصرة، ووصل به الحال إلى القول: «أنا مع جبهة النصرة ضد النظام السورى، وللشعب السورى الحق فى التعامل مع الشيطان باستثناء إسرائيل لمواجهة النظام».

وهكذا، وبكل بساطة، لا يفرق بين إسرائيل والشيطان، وهناك تصريحات أخرى منه على نفس النسق تثير الغثيان على ما وصلنا عليه.

معارضة جنبلاط للنظام السورى، وهى انعكاس لمواقفه الزئبقية، لا تعطى مبررا لأن نبتلع ما يقوله، فهو يريد لنا أن نأتى بالإرهابيين إلى مضاجعنا، ماداموا يقتلون جنودا فى الجيش العربى السورى، ويستخف بعقولنا فيريدنا أن نتعامل مع «النصرة» ومن على شاكلتها على أنهم «حركات تحرر»، وأن قادتها وكوادرها «ثوار»، فهل ذهب العقل إلى هذا الحد؟ وهل أصبح بيع مصيرنا رخيصا بهذا الشكل؟
تقلبات «جنبلاط» السياسية معروفة، وفقدت حيويتها لأن معدل سرعتها كبير، لكنها تعبر عن أزمة كبيرة يعيشها بعض الساسة العرب، وتتمثل فى الظن بأن الوقوف فى صف الإرهاب تكتيكيا ليس خطأ، مادام سيحقق غاية أخرى، ففيما بعد سيذبح الإرهابيون الجميع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة