لقاح لعلاج الحصبة يقى من الإصابة بأمراض معدية أخرى

قال علماء إن عقار علاج الحصبة تتجاوز فائدته مجرد الوقاية من هذا المرض الفيروسى شديد العدوى الذى لا يزال السبب الأول لوفيات الأطفال فى بعض بقاع العالم.

وتوصلت دراسة نشرت نتائجها أمس الخميس إلى أن اللقاح -ومن خلال منعه العدوى بالحصبة- فإنه يقى أيضا من الأضرار التى تلحق بجهاز المناعة جراء الحصبة والتى تجعل الأطفال أكثر عرضة لأنواع أخرى من الأمراض المعدية لمدة تتراوح ما بين عامين وثلاثة أعوام.

وركزت الدراسة على ظاهرة تسمى "فقدان ذاكرة الحصانة" التى تتسم بأن العدوى بالحصبة تدمر خلايا فى جهاز المناعة -المسؤول عن الدفاع الطبيعى للجسم ضد الميكروبات المسببة للأمراض- "تتذكر" كيفية التصدى لكائنات ممرضة كان الجسم قد تعرض لها فى السابق.

كانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن "فقدان ذاكرة الحصانة" يستمر شهرا أو اثنين إما الدراسة الحديثة -التى استندت إلى بيانات صحية استمرت عقودا لأطفال من الولايات المتحدة والدنمارك وانجلترا وويلز- فقد أظهرت أن الضرر الذى يلحق بجهاز المناعة جراء الحصبة يستمر 28 شهرا فى المتوسط.

وخلال تلك الفترة فإن الأطفال المصابين بالحصبة تزداد لديهم احتمالات الوفاة من عدوى أخرى بسبب استنفاد خلايا الذاكرة بجهاز المناعة لمدة طويلة والذى تسبب فيه الفيروس.

وقال مايكل مينا، أستاذ الأمراض المعدية والمناعة والأوبئة بجامعة برنستون الذى نشرت نتائج دراسته فى دورية (ساينس) العلمية: "يبين هذا العمل أنه ربما تكون للحصبة آثار خفية تتعلق بالحصانة على جهاز المناعة، وهو الأمر الذى يجعل الأطفال عرضة للعدوى بعد سنوات من العدوى".

وقال "يظهر البحث أيضا أنه فى الدول المتقدمة وقبل ابتكار لقاح للحصبة ربما كان هذه المرض مسئولا عن أكثر من 50 فى المائة من جميع حالات الوفاة بأمراض معدية للأطفال".

تجىء نتائج هذه الدراسة وسط تنامى القلق بين كبار مسئولى الصحة العامة بشأن الآباء الذى يرفضون تطعيم أبنائهم ضد الحصبة استنادا إلى مزاعم مشكوك فى صحتها تتعلق بعدم سلامة اللقاح أو لأسباب دينية أو غيرها.

وأعلنت سلطات قطاع الصحة فى الولايات المتحدة خلو البلاد من مرض الحصبة نهائيا عام 2000 بعد عقود من جهود التطعيم المكثف للأطفال لكن فى عام 2014 سجلت أكبر عدد من الحالات منذ أكثر من عقدين.

وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنه تم تسجيل 668 حالة إصابة بالحصبة فى البلاد العام الماضى وهو أعلى رقم منذ عام 1994.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن حملات التطعيم أسهمت فى تراجع حالات الاصابة بالحصبة بنسبة 75 فى المائة بين عامى 2000 و2013 لكن سجلت نحو 145 ألف حالة وفاة بالحصبة عام 2013.

وتظهر أعراض الحصبة بعد أسبوعين من الإصابة بها ويتعافى معظم الناس منها فى غضون بضعة أسابيع رغم أنها قد تكون قاتلة فى بعض الحالات. وتتضمن أعراض الحصبة الطفح الجلدى وارتفاع درجة حرارة الجسم وسعال ورشح الأنف واحمرار العينين، ويمكن أن ينتشر الفيروس سريعا بين الناس غير المطعمين باللقاح.