فلنسمّ الأشياء بأسمائها، بشأن مبادرة المجلس القومى لحقوق الإنسان لتأجيل حكم الإعدام ثلاث سنوات، إنه «المجلس الوطنى لحقوق الإخوان»، ولا يختلف اقتراحه عن عبارة المعزول مرسى الخالدة «الحفاظ على حياة الخاطفين والمخطوفين».. نفس المعنى الماكر والمغزى الشيطانى الذى يزهق روح العدالة بالمداهنة والخداع، ولو تسلحنا بأقصى درجات حسن النية، فالاقتراح يقود إلى إحراج الدولة وتوريطها فى مزايدات تآمرية، ويأتى فى إطار حزمة من المبادرات المشبوهة، ربما لقرب موعد مرور عام على 30 يونيو.
لو وافق السيسى على التأجيل- وهو الوحيد صاحب هذا الحق- فسوف ينقلب عليه الناس وأهالى الضحايا والشهداء، وصورت لهم سذاجتهم أن البريق المظلم الذى أحاطوا به مبادرة دموع التماسيح يمكن أن يخدع الرئيس.. وإذا لم يوافق فالمجلس يوجه رسالة انتهازية للدول الغربية التى تمارس ضغوطا على مصر بأن السيسى هو الذى يعترض، للإيحاء بأن الدولة توطد حكمها بإعدام معارضيها، وكأن المجلس يغسل يديه بدماء الشهداء ويشوه سمعة الوطن جريا وراء أجندات بعض أعضائه، ويلعب لعبة انتهازية خطيرة ليس وقتها ولا مبرر لها.
لم أتوسم خيرا فى تشكيلة المجلس الأخيرة، وزادت شكوكى عندما رأيت عضوه البارز كمال الهلباوى يبكى بحرقة وهيستيرية على خروج الإخوان من قطر، وفى المجلس من هم أشد حزنا وألما ولوعة على فراق مرسى وأهله وعشيرته، ويتعاملون مع القضايا المصيرية الخطيرة بطريقة دس السم فى العسل، ويذرفون دموعًا لا تعرف هل هى حزنا على القاتل أم القتيل، وهل جاءوا لتعزيز وتنمية حقوق الإنسان وترسيخ قيمها، أم للمزايدة والتهييج والإثارة وإشعال فوضى الشوارع والميادين؟ جورج إسحق قضى عليه وائل الإبراشى فى العاشرة مساء بالضربة القاضية، وترك الجمهور يصوبون نحوه اتهامات تحرك الغضب فى الصخور، ورغم ذلك لم ينفعل أو يرد أو « يتنحرر»، لأنه تصور أن الجماهير ستنطلى عليها الخديعة فتقتنع بكلامه فقذفته بالطوب والحجارة، وزادت ابتسامته الساخرة حالة الاستفزاز لدى أهالى الشهداء، ففتكوا به بالعبارات القاسية وهو يحاول أن يجد مخرجا من ورطة الدفاع عن تأجيل أحكام الإعدام.. المؤكد أنه خسر ما تبقى له من ذكريات النضال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة