المساواة فى الظلم عدل، والمساواة فى العدل هى قمة العدل، ولا خير فى قانون يرى بعين منفذيه شخصين، وقد ارتكبا نفس الفعل فيختار أحدهما ليضع فى يده الكلابشات.
قوة القانون ليست فى نصوصه ولا حزم تطبيقها، قوته تكمن فى قدرته على المساواة بين مرتكبى الجريمة فى جميع المراحل، الضبط، توجيه الاتهام، والمعاملة، والعقوبة.
بناء على ما سبق تبدو المسألة الخاصة بوضع الكلبشات فى يد «رضا الفولى» بطلة الكليب الردىء «سيب إيدى» مربكة وغير عادلة، خاصة وأن ذات الكلابشات لم نرها فى يد راقصات وفنانات مغمورات شاركن فى إعداد كليبات ومشاهد أكثر رداءة وأسوأ سمعة، مما ورد فى كليب «سيب إيدى» الذى صنعه وأنتجه وغنى به، المفروض إن ده غناء يعنى، مخرج باحث عن الشهرة اسمه وائل صديقى.
بعد ساعات من عرض الفيديو الخاص بما سموه أغنية «سيب إيدى» والتى لا تندرج سوى تحت بند القبيح من الفن، وبعد ما أثاره الكليب من جدل بسبب ملابس بطلته العارية وأدائها الراقص الذى احتوى على إيحاءات جنسية مبتذلة، تم ضبط «رضا فولى» بطلة كليب سيب إيدى وظهرت صورها فى وسائل الإعلام، وفى يدها الكلابشات وإحالتها للمحاكمة العاجلة.
فى البدء ظن البعض أن التاريخ السيئ لهذه الممثلة المغمورة وضبطها مسبقا فى قضية آداب، يقف وراء عملية القبض عليها، ولكن كانت المفاجأة بأن ضبط وإحضار الفولى تم بناء على اتهامها بالتحريض على الفسق والفجور، ومن رأى الفيديو أو سمع عنه يعلم أنها فعلت ما هو أكثر، ولكن بقيت مشكلة، مشكلة تخص الكيفية التى يتحرك بها القانون والعدالة التى يهدف إلى تحقيقها.
كليب «سيب إيدى» مبتذل، ويشبه إلى حد كبير منتج صنع تحت بير السلم وفى غرف الدعارة، وعصاب صناعة واجب لحماية المجتمع، ولكن يبقى السؤال الصعب، لماذا «سيب إيدى» دون غيره من الفيديوهات والكليبات المبتذلة التى تصدر القبح والإيحاءات الجنسية؟، لماذا تم توجيه تهمة التحريض على الفجور والفسق للفولى، ولم يتم توجيه نفس التهمة ولا التحرك بنفس السرعة للتعامل مع الفضائيات السرية غير المرخصة التى تنقل يوميا على شاشتها عشرات الكليبات سيئة السمعة، والتى تكتظ بالتعرى والإيحاءات الجنسية؟ لماذا لم نر بطلات فضائيات «شعبيات» و«المولد» و«مزة» و«التت» وغيرهن فى قفص المحاكمة مثل رضا الفولى؟ هل يعقل أصلا أن يشاهد نفس الجمهور كليبا على يوتيوب أو فى فضائية شعبيات لراقصة درجة ثالثة اسمها «برديس» وهى تتعرى وتتأوه وتتلوى وتوزع إيحاءات جنسية مجانا، وتفسد أغنية سعاد حسنى «ياواد يا تقيل» ولا يجد من أهل القانون وتطبيقه رد فعل مماثل لما حدث كليب «سيب إيدى».
بطلة كليب «سيب إيدى» قالت فى التحقيقات، إن المطربة اللبنانية هيفاء وهبى تقوم بعرض كليبات أكثر إباحية من الفيديو الذى تم عرضه على شبكات التواصل الاجتماعى، وأن الكليب الخاص بها محترم بالنسبة لأغانى أخرى تعرض على الشاشات وعلى الإنترنت، وهى فى هذا القول مصيبة تماما، فإذا كان كليب سيب إيدى يحرض على الفجور بما تضمنه من عرى وإباحية وإيحاءات جنسية، فكيف نقيم ما تقدمه راقصات مثل صافيناز وشاكيرا وبرديس من مشاركات وكليبات تأن من تخمة الإباحية التى تصدرها للمشاهد، وكيف نقيم الإعلانات الجنسية المبتذلة التى تقدمها الفضائيات المغمورة عن أدوية علاج العجز الجنسى؟
«سيب إيدى» كليب مبتذل، وصناعة أكثر ابتزالا منه، وعريهم سيئ السمعة، والإيحاءات الجنسية التى تضمنها تأخذهم للسجن حماية للمجتمع، ولكن العديد من مشاهد أفلام السبكية، والعديد من مشاهد مسلسلات رمضان، والعديد من كليبات المطربات المغمورات تتضمن ماهو أكثر ابتذالا وإباحية مما ظهر فى سيب إيدى، فهل يفتح القانون عيونه، ويساوى فى عدالته ويضع الكلابشات فى يد هؤلاء الذين قرروا نشر الابتزال فى مجتمعنا، أم سنكتفى كالعادة بكبش فداء واحد، سيبدو ذبحه سهلا، لأن ظهره بلا جمهور يحميه أو منتج قادر على إثارة الضجة حوله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة