سعيد الشحات

«كتارا» القطرية وإبراهيم عبدالمجيد

الأربعاء، 27 مايو 2015 07:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تخلو جائزة نوبل بكل فروعها من شبهات سياسية، ومع ذلك هللنا وفرحنا حين حصل عليها أديبنا العظيم نجيب محفوظ، كان فوزه مستحقا ولم يخرج عن قاعدة الفرح أحد من أهل الفكر والثقافة والأدب، بالرغم مما قيل عن أحزان العظيم الدكتور يوسف إدريس، والذى رأى أنه الأحق، وبالرغم من تفسيرات البعض بأن أديبنا العظيم عبر البوابة إلى الجائزة بموقفه المتصالح مع اتفاقية كامب ديفيد والسلام مع إسرائيل.
وفى عام 1993 كان الدكتور أحمد زويل فى تل أبيب، وفى مشهد لا ينسى سار على المسرح فى اتجاه الرئيس الإسرائيلى عزرا فايتسمان، ليتسلم منه جائزة «وولف برايز» العلمية، وشيكا بمائة ألف دولار قيمة الجائزة، وحين حصل على جائزة نوبل عام 1999 جرى الاحتفال به فى مصر، لكن هناك من ربط بين فوزه وبين موافقته على أن يتسلم الجائزة الإسرائيلية.

أتذكر ذلك بمناسبة الهجوم الشرس الذى يتعرض له أديبنا الكبير والمحترم إبراهيم عبدالمجيد لفوزه بجائزة «كتارا» القطرية للرواية، والذى وصل إلى حد اعتباره «انتحار الأديب»، وهو قول فيه شطط ويعبر عن فلس، ففى حالة «محفوظ» و«زويل» مثلا لم يطالبهما «أشاوس المثقفين» بأن يرفضا «نوبل»، لأن فيها شبهة سياسية، أو أنها مثلا ذهبت إلى مناحم بيجين مناصفة مع الرئيس السادات لتوقيعهما اتفاقية كامب ديفيد بالرغم من أن بيجين سفاح، وغزا لبنان وحاصر مدينة بيروت بعد حصوله على الجائزة.

يمكن ذكر أمثلة أخرى عن جوائز أخرى، فجائزة «نجيب محفوظ» بالجامعة الأمريكية، احتدم الجدل حولها فى التسعينيات من القرن الماضى، حول أن أمريكا تستثمرها لشراء مثقفينا، وتبييض مواقفها السياسية عبر آليات ثقافية، وفاز من فاز بها، ولم يقم المحترمون الفائزون بها بتغيير موجتهم السياسية لصالح أمريكا، وربح الأدب المصرى عبر الرواية التى تفوز سنويا بالجائزة.

هناك الكثير من الحجج السياسية التى يمكن الرد بها على مهاجمى «كتارا»، وإذا سرنا على هواهم وغوايتهم، سنكون مطالبين باستدعاء العمالة المصرية الموجودة فى قطر، وتجميد كل أنواع العلاقات معها، وقد نجد مثلا لجانا لمقاومة العلاقات معها على غرار لجان مقاومة التطبيع مع إسرائيل.

نحن فى حقيقة الأمر أمام قضية تؤكد من جديد على إفلاس البعض أدبيا، مما يسهل تصديق أنها تعبير عن شلل ثقافية تتصارع على حساب القيمة والحقيقة.

أقول ذلك وأنا ممن يهاجمون السياسة القطرية بعنف.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة