محمد فودة

محمد فودة يكتب.. انتبهوا أيها السادة قبل أن يسقط المجتمع

الإثنين، 25 مايو 2015 08:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعل من أكبر المفردات التى أصبحت تتكرر هذه الأيام مقولة الزمن الجميل، وأصبحت هذه الحروف، تقال إما للسخرية من تقاليد العصر الماضى، وإما تقال من المخلصين فى محاولة للتشبث بقيم تكاد أن تنتهى فى هذا الزمن، بزعم الدخول فى عصر جديد، وهذه فقط أفسدت أجيالاً حتى أصبحت الأخلاق والقيم والثوابت مجرد معان لا وجود لها فى السنوات الأخيرة.

وبالتالى تحولت المشاعر إلى أهواء شخصية تحكم الدنيا، ويحدث هذا فى أى مجال، لم يعد هناك مصداقية، لم يعد من يتكلم بمنطق العقل أو المصلحة العامة للبلد، والمؤلم أن كثيرا من برامج التوك شو وبعض رجال الإعلام انحرفوا إلى الطريق الخطأ، حيث سادت فى لغتهم منهج المصالح الشخصية، منحدرين بكل قيم الزمن الجميل، وساد هذا فى مشاعر الحب، وبالتالى لم يعد هناك حراك، أطاح التمرد بكل شىء حتى لم يعد أحد يعجبه أى طريق، تشتت آراء الناس، والمدهش أن رجلاً مثل الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى انتشلنا وأنقذ مصر من خراب محقق بعد سلسلة من السقطات فى شهور الحكم المتلاحقة، وكنا نقول وقتها أن أحداً لا يستطيع إنقاذ مصر، اللهم إذا كان المهدى المنتظر، وإذ بالسيسى يراهن على شعب مصر وينتصر به، ويخرج بنا من النفق المظلم إلى فجر جديد وخلال أقل من عام نهضت الكثير من مظاهر
الاستقرار فى مصر، وجاء مؤتمر شرم الشيخ شاهداً على حب العالم وقياداته ونجح سيل من المشروعات، وبعد كل ذلك نجد من يلجأ إلى لغة الوعيد والنقد الشرس غير المنطقى، واللجوء إلى أبشع أساليب جلد الذات، وكأننا لم يعد لدينا كبير يقود ويصحح.. أليس هناك ميثاق شرف؟! كل هذا أطاح بالقيم والأخلاق التى كانت تميز المصرى البسيط فى عصور سابقة، وانتشرت فى سنوات كلمة أخلاق القرية، فى محاولة لتأصيل الشهامة والشموخ والشجاعة والصدق والأمانة، وهى الصفات التى من المفترض أن تكون راسخة عند المصريين.

زالت كل هذه.. فصار الركود وسادت الخلافات، حتى الأحزاب تتقاتل وتنتقد بعضها البعض، النقد الذى لا يعلو بنا إلى المستقبل.. القضايا العامة رمت بظلالها الكئيبة على القضايا الخاصة. والعكس صحيح.. فسلوكيات الأفراد اختلفت، اختفى الحب الرومانسى، وأصبح تجارة وضلالا، ولم يعد هناك أحاسيس جياشة وتغلبت المصالح على الحب الرومانتيكى حتى أصبح أغلب أبناء الجيل الجديد يتندرون على ما يقال حول هذه المشاعر الراقية.
الحب أصبح لغة آلية.. غاب الصدق والوفاء وانتشر الاستبداد فى كل شىء، الزيف يسيطر على معاملات الناس بعضهم البعض.. الآراء السوية والفكر السديد الذى كان يميز الكبار وينتقل تلقائياً إلى الصغار لم يعد موجودا، وبالتالى افتقدنا الحكمة التى كانت تتوارثها الأجيال، كل هذه المظاهر السلبية جعلتنا وكأننا نعيش فى غابة لا تعترف بالحب والإخلاص والتفانى وتغليب المصلحة العامة، ولكن فقط تعرف الأنانية والكراهية والقتال من أجل الانتصار لرأى وهدف واحد.. توحشت أساليب الحوار، كل يريد أن يفتك بالآخر، حتى بعض الكتاب الذين فاجأونا فى السنوات الأخيرة بكتابات تعتمد على النقد اللاذع وتعاظم
الأهواء الشخصية ومغالبة المجد الشخصى حتى لو وصل الأمر إلى ذبح الآخرين، والنيل من تاريخهم.. لا لم يعد هذا هو المجتمع المصرى.. ولا أعرف ماذا جرى لمصر؟! ماذا جرى للمصريين.. كيف أصبحنا هذا المجتمع الشرس وأين الأخلاق البسيطة والحب الممتد كثيراً، أنا أفقد الثقة فى كل ما حولنا، وأحاول أن أبحث عن أى مظهر إيجابى أحتمى فيه وأعاظم من وجوده.

أقول للمجتمع المصرى، أتمنى أن تتوقف ولو ساعات عن هذا السلوك الذى ينحدر بنا يوماً بعد يوم.. أتمنى أن نعيد صياغة الشخصية المصرية ويكون لدينا العمالقة الذين هم قادة الفكر هم قدوة الأجيال وقدوة الشباب الطالع.. يا ناس أفيقوا قبل فوات الأوان.. وارحمونا يرحمكم الله.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة