الأفلام كالبشر منهم الذكى ومنهم الغبى ومنهم العميق ومنهم السطحى ومنهم خفيف الظل ومنهم أيضًا ثقيل الظل وهكذا تتنوع الطبائع بين البشر كما تتنوع بين الأفلام، وقد يحمل فيلمًا ما عدة مواصفات كأن يكون ذكيًا ولكن ثقيل الظل أو خفيف الظل وسطحى وهكذا، ربما كانت هذه مقدمة مهمة لكى نستطيع أن نلقى الضوء على فيلم كابتن مصر أحدث الأفلام المصرية الذى يُعرض حاليًا، وهو من تأليف عمر طاهر وإخراج معتز التونى والبطولة الأولى لمحمد عادل إمام يشاركه من الكبار حسن حسنى وهالة فاخر وبيومى فؤاد وإدوارد وخالد سرحان ومن الوجوه الجديدة إلى حد ما محمد سلام وأحمد فتحى وعلى ربيع.
الفيلم تدور أغلب أحداثه فى السجن حيث يجمع بين لاعب كرة متهم فى حادث سيارة ومجموعة من المساجين كل منهم له حكاية ويجمعهم لاعب الكرة على هدف وهو تكوين فريق للعب الكرة يحلم بلقاء الأهلى ولكنه فى النهاية يلتقى بفريق ألمانى من المساجين وتكسب مصر المباراة وتمر سنوات ليخرجوا من السجن ونرى فى لقطات سريعة ما حدث لكل منهم، هذه قصة كانت من الممكن أن تصنع فيلمًا كوميديًا أو حتى غير كوميدى رائعة ولكن الواقع أن السيناريو اكتفى باللعب على الإيفيه اللفظى والمواقف التى تصنع بعض الضحك دون أن يرهق نفسه بالاهتمام بالتسلسل أو حتى ببناء الشخصيات فنجد شخصية مثل خالد سرحان فى الفيلم يظهر ويختفى دون منطق وكذلك الأم هالة فاخر وهناك تناقض فى تفاصيل الشخصيات كما فى شخصية طبيب أمراض النساء التى قام بها بيومى فؤاد التى توحى معالمها بأنه رجل شاذ بينما هو زير نساء وأحيانًا الدراما تلجأ لتلك الحيلة لصنع الضحك بالتناقض ولكن سيناريو كابتن مصر أفرط فى الاستخدام فأساء للبناء العام.
ولكن هل يعنى هذا أن الجمهور فى صالة العرض وأنا أشاهد الفيلم لم يضحك؟ لا الجمهور ضحك ولكنه ضحك على نكته وإفيه وهذا هو ما أقصده بالضحك الكسول من قِبل صناع الفيلم، معتز التونى مخرجًا قدم عددًا من الأفلام الكوميدية الجيدة ولكن هذا فيلم بدا وكأنه صُنع على عجل.
محمد إمام فى أول بطولة سينمائية ممثل مهضوم على رأى إخوانا فى لبنان، وقد ساعده كثيرًا الوجوه المحيطة به من ممثلين وله تجارب سابقة ناجحة أقل حجمًا ولكن المفاجأة أتت من وجوه جديدة إلى حد كبير على المشاهد مثل على ربيع، أما أحمد فتحى فهو ممثل شاب موهوب قد تنسى اسمه ولكن لا يمكن أن تنسى تعبيراته وجهه، بيومى فؤاد الذى دخل الفن كبيرًا ومع كل دور جديد يقدم لنا وجهًا جديدًا.
قد يضحك الجمهور فى القاعات على إفيهات الفيلم وهى ميزة قد يراها البعض كافية لمتابعة الفيلم ولكن كان أمام الفيلم وصناعه فرصة أكبر لصناعة فيلم كوميدى متكامل ولكنهم تكاسلوا أو صنعوه بمنطق متسرع يمكن ماحدش ياخد باله وكفاية على المشاهد كده.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة